الإختبار الثالث

المجد لله الآب والإبن والروح القدس.
المسيح هو الطريق، إثبتوا بالمسيح و إثبتوا عالطريق، ما تخلّوا شي يزيحكن عنّو.
وقاف مع كلّ خيّ لإلك شربة ميّ، دلّو عالطريق، دلّو عالنّور:
إذا راد يمشي حدّك مشّيه قدّامك، وإذا طلب تمسكو بإيدو امسكو بالتنتين، إذا حاول يزيحك عن الطريق أو يردّك للخلف افلتو لأنو الطريق طويل والشغل كثير: بدّكن تزرعوا الأرض صلا وبخور.
ازرعوا الأرض محبة. ازرعوا بالصخر لأنو بكلّ صخرة فيها حبّة تراب بيطلع فيها الزرع. و الصخر يللي لازم تطحنوه اطحنوه، اضربو الصخر وما تملّو، إذا ما انكسر من أوّل ضربي والثانية بينكسر بعد ميّة ضربي.
ما تملّو وما تقصّرو لأن إذا قصّرتو غيركن رح يطحن الصخر ويفلح ويزرع. الزرع بيتمّ بالموسم والحصاد بيتمّ بالموسم.
ضروب الصخر وما تخاف لأن الزند زندك بس لا الأرض أرضك ولا المهدّي مهدّتك.
ما تنقّو، ولا تتذمّرو، ولا تتململو، ولا تتأفّفو: سنابل القمح يللي عم تندرس تيتنقّى منها التبن ما بتتذمّر من ثقل المورج ومن قساوة البيدر لأنها عم تتحضّر تتصير خبز و غذا. وحبّات العنب ما بتتململ هيّ وعم تنكبس وتنعصر وتنسحق على صخور المعصرة لأنها رح تصير خمر وفرح.
بدون الصليب ما في لا خبز ولا خمر. يللي بدّو يصير خبز وخمر بدّو يحمل الصليب.
احملو الصليب وروحو صوب النّور.
الإنسان بهالعالم عم ينتقل من شطّ الظلمة والعدم لشطّ النور الأبدي، و بيعبر بحار هالعالم بسفينة، وسفن هالعالم كثيرة:
- في سفن حلوة كثير وفخمة كثير وكمان مريحة كثير لأنّو أشرعتها بتميل مع الرّيح ودفّتها بتلوي مع الموج، ما بتواجه الرياح ولا الامواج ما عندها إتجاه ولا هدف توصلّو. هالسفن بيتهافتو عليها أكثرية الناس، لأن الناس مش شايفين بهالعالم إلاّ الرحلة، وبدّهم رحلتهم تكون حلوة وسفرهم مريح. بسّ ما في رحلة بهالبحر بتدوم للأبد، بتنتهي الرحلة وبينتهو ركّاب هالسفن بكعب البحر حدّ الشطّ يللي انطلقوا منّو.
- في سفن ثانية أشرعتها رقيقة وخشبها ركيك بتتحطّم بسّ تصير بعرض البحر ويعلا الموج وتقوى العواصف وبينتهو ركّاب هالسفن شي مطرح بكعب البحر العميق.
- في سفن ثالثة خشبها قوي وأشرعتها متينة وشكلها حلو وبيغري لكن قبطانها مخادع بياخد الركّاب من شطّ موت لشطّ موت آخر وبينتهو ركّاب هالسفن على شي شطّ من شطوط الموت والرجعة مستحيلة.
- وفي سفينة الربّ، خشبها قوي وأشرعتها متينة وقبطانها مليء حكمة وشجاعة ومحبّة، هالسفينة بتعبر البحار العميقة وبتواجه العواصف والرياح القويّة وبتشقّ الأمواج العالية بعرض البحر: السفر فيها مش مريح ولكن وصولها أكيد.
اثبتو على سفينة الربّ، لا تخافو من العواصف ومن الموج العالي ولا تخلّو السفن الفخمة والمريحة تغريكن تتطلعو فيها لأنها ما بتوصل. اهتمّو بالوصول أكثر من اهتمامكن بالرحلة. ولا تخلّو أعماق البحر تسحركن وتجذبكن إلها تتغطسو فيها، بحر هالعالم تتعبرو عليه مش تتغطسو فيه. وما فيكن تكونو بقلب السفينة وبالميّ بعمق البحر بنفس الوقت ولا فيكن تكونو بسفينتين بنفس الوقت.
اثبتو على سفينة الربّ وثبّتو إخوتكن معكن:
عند كلّ مينا بتوصلو عليها ادعوا الناس يشاركوكن السفر تتشاركو معهن بالوصول، احكولهن عن سفينتكن وقبطانكن واحكولهن عن شطّ النور، ولكن تأكّدو إنّو مش كلامكن يللي رح يخللي الناس يطلعو على سفينة الربّ، لكن محبّتكن لبعضكن البعض ومحبّتكن للقبطان وثقتكن وإيمانكن فيه والفرح يللي بوجوهكن.
وتأكّدو إنّو الرحلة بهالسفينة ما بتنتهي إلاّ عند شطّ النور تتكفّي مع النور، لأن الإنسان مخلوق كَوني حدودو النور مش مخلوق أرضي حدودو التراب والميّ. الإنسان تراب ونور: يللي بيعيش بالتراب بيرجع للتراب وبيموت بالتراب ويللي بيعيش بالنور بيرجع للنور وبيحيا بالنور.
ما تخلّو التراب يحدّكن، حدود وطنكن بهالعالم آخر البحر وأوّل السما. ما تخلّو التراب يستعبدكن، كونوا أحرار، والحريّة ما بتكون إلاّ بالحريّة من الخطيّة: إذا كنت حرّ من الخطية إنت حرّ وما حدا بيقدر يستعبدك، وإذا كنت عبد للخطية إنت عبد ولو حامل بإيدك صولجان الملك.
حافظو على نعمة المحبّة وميزة التواضع. كونو شهود حقيقيين ليسوع المسيح. واجهوا الشرّ بالمحبّة، بسّ ما تتحجّجوا بالمحبّة تتهربو من مواجهة الشرّ، الفلاّح ما بيتحجّج بالدبش تيوقّف الفلاحة. وما تخافوا، الشرّ رح يدمّر ذاتو.
التزموا إلتزام كامل بالكنيسة وبكلّ تعاليمها، وثابروا على الصلا بدون ملل.
كرّموا إمّنا مريم العذرا وتسلّحوا بالمسبحة،لأنو إسم مريم العذرا بيبدّد الظلمة وبيسحق الشرّ.
كونوا رهبان بقلب العالم، كونوا رهبان ولو بدون ثوب. إزرعوا الأرض صلا وبخور.
كونو قديّسين وقدّسوا الأرض.
درب القداسة طويل، لكن تأكّدوا إنو لمّا بتكون أفكار ألله بعقولكن ومحبّة الله بقلوبكن بتكون قوّة الله بزنودكن وبتوصلوا.
وتأكّدوا إنّو كلّ ما تكونوا عم تصلّوا بكون عم صلّي معكن تتقدّسو ويتمجّد إسم الربّ.