الإختبار الثاني

قنديلقنديل

ليش البشر نازلين نزول؟ درب الرّب طلوع.
الناس حاملين أحمال وأعباء كثيرة عم تحنيلهم ظهورهم، صار جبينهم عم يلامس الأرض، وما عادوا قادرين يجلّسوا ويوقفوا ويرفعوا راسهم تيشوفوا وجه ربّهم. عم يجرّبوا يتحرّروا ويحرّروا بعضهم منها، بيرموها على بعضهم وبيحمّلوها لبعضهم بتصير أحمالهم أثقل.
وحدو يسوع المسيح قادر يحرّر كل البشر من كل أحمالهم وأعباءهم وأثقالهم، لأن العبد ما بيقدر يحرّر عبد.
الإنسان بيخلق مربّط بحبال وجنازير ومكبّل بقيود بيربى عليها، بينمى عليها، بيكبر فيها وكثار كثير يلّي عم بيموتوا فيها.
الناس عم يتعوّدوا على قيودهم، عم بتخاويهم، وعم بتصير جزء منهم وعم يصير تخليصهم منها صعب.
لمعان قيودهم عم يبهر عيونهم وما عادوا قادرين يشوفوا وجه الرّب، وضجيج حرتقة جنازيرهم عم يصمّ آذانهم وما عادوا قادرين يسمعوا صوت الرّب.
بيتباهوا بلمعان قيودهم إللي عم تكبّلهم، وبينطربوا لرنين الجنازير إللي عم تربّطهم، القيود قدّ ما تلمع بتبقى قيود، والجنزير يللي بيربّطك بيضلّ جنزير عبوديّة ولو كان ذهب. بدل ما تلمّع قيودك حطّمها، وبدل ما تلحّن رنين جنازيرك فكّها وتحرّر منها كلّها.
الربّ بيتالّم لرؤية الناس يلّي تجسّد من أجلهم حتى يحرّرهم ومات وقام حتى يعطيهم الحياة والسعادة الأبدية، عبيد مكبّلين وعم يفتّشوا على سعادتهم بمطارح ما رح يلاقوها فيها:
الناس عم يفتشوا على السعادة بهالعالم، وبالحجر وبين البشر.
سعادتكم بهالعالم مش من هالعالم لأنو إنتو مش من هالعالم، لو كنتو من هالعالم كنتو بتبقوا فيه.
وسعادتكم مش بالحجر، الحجر ما بيعطي السعادة: ليش الإنسان بيسعى ورا الذهب؟ تيعطي قيمة لحالو؟ الإنسان أغلى بكثير من الذهب، الإنسان إبن ألله وقيمتو منّو وفيه، والذهب ما بيحرّر الإنسان من قيودو، بسّ بيخلّيها تصير تلمع أكثر.
سعادتكم كمان مش من البشر، البشر ما بيقدروا يعطوا السعادة لأنهم ما بيملكوها، وما حدا بيقدر يعطي شي ما بيملكو.
يسوع المسيح وحدو قادر يعطيكم السعادة الحقيقية.
لكن الناس صايرين متكبّرين، الناس صاروا عايشين بين الزفت والباطون، صارت عقولهم زفت وقلوبهم باطون:
عقولهم ما بتعطي غير أفكار مِعتمي وسودا و قلوبهم محجّرة وقاسية وخالية من المحبّة.
الناس صايرين مادة عم تتحرّك بدون روح، والبعض صخور متحرّكة عم تفوح منها ريحة الخطية.
الناس صايرين متكبّرين ومصرّين يلاقوا سعادتهم بالخطية. والخطية ما بتعطيهم إلا القلق والحزن والتعاسة والفراغ.
الناس صايرين متكبّرين، بيتكبّروا على حالهم، بيتكبّروا على بعضهم، وبيتكبّروا حتى على الربّ. مش عارفين إنو قادر يردّهم للغبرة بسرعة البرق؟
لكن محبّة ربّنا عظيمة. ربّنا بيحبّ البشر محبّة عظيمة لأنهم أبناؤه وهو جعل منهم نور للعالم.
كلّ إنسان شعلة نور ربّنا خلقو تينوّر العالم.
كلّ إنسان قنديل ربّنا صنعو حتى يضوّي ويعطي نور.
ويلّي بيإني قنديل بيإنيه تيضوّي فيه بالظلام. القنديل إنعمل حتى ينوّر العتمات.
لكن هالقناديل عم يهتمّوا بهيكلهم الخارجي: عم يلوّنوا قزازاتهم ويطلوها ويزينوها ويزخرفوها.
هالقزازات يلّي ربّنا صنعها رقيقة وشفافة لوقاية النور صارت سميكة وقاسية وعم تحجب النّور، وصار العالم غرقان بالظلام.
هالقناديل يلّي ربّنا صنعها تتحمل النّور وتنوّر العالم صارت تحف مزينة وملوّنة ومزخرفة لكن ما بتعطي نور.
شو نفع القنديل يللي ما بيضوّي بالعتم؟ القنديل بالعتم ما بينشاف إلا إذا ضوّا. وقدّ ما يكون حلو القنديل نوره أحلى منّو.
العالم عم يغرق بالظلام، وإنتو نور العالم.
لازم ترجع قزازاتكم شفافة ورقيقة وترجعوا تنوّروا العالم وتحقّ‍قوا الهدف يلّي ألله خلقكم من أجله.
كلّ مخلوق ربّنا صنعو حتى يحقّق هدف من وجوده:
تأمّلو مخلوقات هالأرض، كلّ مخلوق عم يعمل شغلتو بكلّ دقّة وبكلّ أمانة وما في مخلوق تعيس. أتعس مخلوق على وجه الأرض أسعد من الإنسان الخاطي.
الإنسان الخاطي، بساعة الحساب، ما رح يعود يعتل همّ الحساب العسير بقدر ما رح يخجل قدّام عظمة محبّة الله، هالمحبّة يللي خلقت الكون وأعطت الحياة.
المحبّة هي الكنز الوحيد يللي بتكنزوه بهالعالم وبيبقى وبينتقل معكم للعالم الآخر.
كل كنوزكم وأموالكم وأمجادكم وإنجازاتكم يللي بتفكّرو حالكم ملكتوها بهالعالم وبتعتقدو إنها إلكم بتبقى بهالعالم، حتى عظامكم مش لإلكم. وحدها المحبّة بتنتقل معكم للعالم الآخر، ويللي بيوصل قدّام الربّ خالي من المحبّة بيموت خجل، وساعتها بتكون لحظة موتو الحقيقي مش الساعة يللي ترك فيها هالعالم.
الإنسان إذا ما تحوّل لمحبّة بيموت، لأنو الله محبّة والمحبّة وحدها أبدية.
خلّو المحبّة تملك على قلوبكم والتواضع يأمر على عقولكم.
صلّو و توبوا.
صلّو ليسوع المسيح بيسمعكم، وفتحولو قلوبكم بيدخل عليها وبيحلّ فيها السلام.
لكن صلّوا من قلوبكم. ما تتمتمو كلمات تطلع من شفافكم وقلوبكم عند ربّ آخر. ربّنا بيعرف شو في بقلوبكم وهو بدّو قلوبكم.
ما تتعبو وتفتّشو على الحقيقة خارج المسيح. ما في حقيقة خارج المسيح. المسيح هو الحقيقة وبس تعرفو المسيح بتعرفو الحقيقة وبتصيرو أحرار، المسيح بدّو ياكم أحرار.
ما تخافوا... تقوّوا... وتأكّدو ووثقوا منيح إنّو المسيح غلب العالم.