7 حزيران - تذكار البارة سوسنه

هذه كانت اسرائيلية في مدينة بابل، ذات بعل تقي. وكان جمالها يفوق الوصف، وكانت عفيفة طاهرة لأن ابويها ادباها تأديباً حسناً بحسب شريعة موسى.  قد علق بهواها شيخان من مشايخ اسرائيل القضاة.  فاحتالا حتى صادفاها وحدها تغتسل في بستانها.  فوقعا عليها بغتة وارادا مواقعتها، فنفرت من ذلك غاية النفور.  فتهدداها انهما يتهمانها بالزنى ان لم تواقعهما.  فقالت العفيفة سوسان:  "خير لي ان تتهماني من ان اخطأ امام الرب".  وصرخت بصوت عظيم، فتراكض اهل بيتها فقال الشيخان انهما رأياها في ريبة مع احد الشبان وشهدا عليها هكذا امام شعب اسرائيل. فحكموا عليها بالقتل رجماً.

فصاحت بصوت عظيم وقالت: "ايها الاله الازلي البصير بالخفايا العالم بكل شيء قبل ان يكون، انك تعلم انهما شهدا علي زوراً، وها انا اموت ولم اصنع شيئاً مما افتري به علي". فاستجاب الرب لصوتها.  واذ كانت تساق الى الموت، دفع الروح القدس طفلاً اسمه دانيال، فصرخ بصوت عظيم: "انا بريء من دم هذه!" فالتفت اليه الشعب كله وقالوا: ما هذا الكلام الذي قلته؟ فوقف في وسطهم وقال: "أهكذا أنتم اغبياء، يا بني اسرائيل، حتى تقضوا على بنت اسرائيل، بغير ان تفحصوا وتحققوا، عودوا الى القضاء، فإن هذين انما شهدا عليها بالزور". فأسرع الشعب كله ورجع. فقال لهم دانيال: فرّقوهما فأحكم فيهما، فلما انفصل الواحد عن الآخر، دعا احدهما وقال له: ان كنت رأيتها، فقل لي، تحت اية شجرة رأيتهما يتحدثان؟ فقال تحت الاكاسيا. ثم نحّاه وامر بإقبال الآخر، وقال له: قل لي تحت اية شجرة صادفتهما يتحدثان؟ فقال: تحت السنديانة. فصرخ المجمع كله بصوت عظيم، وباركوا الله المخلص الذي يرجونه.  وقاموا على الشيخين فرجموهما ونجت سوسان العفيفة وارتفع شأن بعلها ووالديها وذويها. (دانيال 13).

وكان ذلك عام 550 قبل مجيء المسيح.  صلاتها معنا.