٢٠ كانون الاول - تذكار القديس إغناطيوس الانطاكي

ان هذا القديس العظيم كان تلميذاً للرسل وصديقاً للقديس بوليكربوس اسقف ازمير.  وقد جاء في التقليد الكنسي ان القديس اغناطيوس هو ذاك الطفل الذي باركه يسوع وقال:  "ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى 18: 3 و4).

​وقد لقبّ "بتاوفوروس" باليونانية اي المتوشح بالله لانشغافه بمحبة السيد المسيح.  اقيم اسقفاً على انطاكية، فكان الخليفة الثاني للقديس بطرس على الكرسي الانطاكي عام 79.

​ولما جاء الملك ترايانوس الظالم الى انطاكية وكانت قد بلغته شهرة اغناطيوس وغيرته على بثّ الروح المسيحي في الشعب، سأله:  "أأنتَ مَن يسمّونه ثاوفوروس الذي يعصى اوامري ولا يعترف بآلهتي؟" – فأجابه القديس بكل شجاعة وسكينة:  "نعم انا هو حامل يسوع المسيح، لأنه هو الاله الحقيقي وما آلهتكم سوى تماثيل صماء جامدة لا فائدة منها".

​فدعاه الملك الى ان يقدّم ذبيحةً للآلهة، فقال القديس:  "انا كاهن يسوع المسيح وله اقدّم الذبيحة كل يوم واشتهي ان اقدّم له حياتي ذبيحةً".  عندئذ اصدر الملك حكمه عليه بأن يقاد الى روما وبان يُطرح هناك للوحوش امام الشعب الروماني في حفلات الاعياد، ليتسلى ذلك الشعب برؤية عظيم من عظماء المسيحية تمزّقه انياب الوحوش الضارية.

​اهتز قلب اغناطيوس لهذا الحكم طرباً وشكر الله على نعمة الاستشهاد.  واسرع الاساقفة والكهنة والشعب يودعونه بالدموع.

​اركبوه سفينة سارت بهم الى ازمير، حيث اسرع اسقفها صديقه بوليكربوس يعانقه بدموع الحزن والفرح.  وقد اسرعت كنائس آسيا بأساقفتها وشعبها الى وداعه، فتعزّى بهم وزوّدهم ثلاث رسائل بها يحثّ على الصبر والثبات في الايمان، وهي تفيض بالمحبة للسيد المسيح وبالتواضع العميق والعطف الابوي.  ثم ركب السفينة واقلع مع الشماسين فيلمون واغاثون.

​ومن ازمير كتب رسالته الشهيرة الى اهل روما، بهم يرجوهم ان لا يردوا الوحوش عنه بصلواتهم، بل يقول لهم:  "لا بد لي ان اطحن بأنياب الوحوش لأصبح خبزاً جيداً على مائدة المسيح".

​ولما جاؤوا به الى الملعب حيث كانت الجماهير، جثا على الارض وقدّم ذاته ذبيحة لله وصلى من اجل الكنيسة.  فهجمت عليه الوحوش فمزّقته وافترسته، وهو يدعو باسم يسوع المسيح.  وكان استشهاده سنة 107.

​جمع شماساه فيلمون واغاثون عظامه، وجاءا بها الى انطاكية حيث دفناها في ضريح فاض بالنعم والعجائب.  صلاته معنا.  آمين.