مريم، وجهُ المرأةِ الصافي

Array

قراءة من البابا يوحنّا بولسَ الثاني

إنّ لهذا المدى المرْيَمي في الحياة المسيحيّةِ أهميّةً خاصّةً في ما يتعلّق بالمرأةِ وبالوضعِ الأنثويّ. في الحقيقة، تجدُ الأنوثةُ نفسَها مرتبطةً، بطريقةٍ خاصّة، بأمِّ الفادي. ويُمكننا أن نتعمّقَ في هذا الموضوع، في مناسبةٍ أخرى. أمّا هنا، فأريدُ أن ألِحَّ في أمرٍ واحد، وهوَ أنَّ وجهَ عذراءِ الناصرةِ يُفيضُ نوراً على المرأةِ في ذاتها، لأنَّ اللهَ قد وكَلَ الحدثَ السامي، حدَثَ تجسّدِ ابنِهِ، إلى امرأةٍ لتخدمَهُ خِدمَةً حُرَّةً فعّالة. إذنْ، فيمكننا أن نؤكّدَ أنَّ المرأة، إذا التفتتْ إلى مريم، تجدُ فيها السرَّ الذي يُتيحُ لها أن تَعيشِ أنوثتَها بكرامة، وتُحَقّقَ ترقّيَها الحقيقيّ. فعلى ضوءِ مريم، تكتَشفُ الكنيسةُ، في وجهِ المرأةِ إنعكاسَ جمالٍ هوَ بمثابةِ مرآةٍ لأسمى ما يستطيع القلبُ البشريُّ أن يكتَنِزَ منْ عواطف: ملءُ عطاءِ الذات النابع من الحبّ؛ القوََّةُ التي تستطيع أن تُقاومَ أمَرَّ الأوجاع، الأمانةُ بغيرِ حُدود والنشاط الذي لا يَني؛ والقُدرَةُ على دوزنةِ الحَدْسِ بكلمَةِ الإسنادِ والتشجيع.

(أمّ الفادي، 46)