الجسم والجسد

 للجسم والجسد، في اللغة العبريّة، لفظة واحدة، "باسار"؛ وفي اليونانيّة لفظتان: "ساركس" (Sarx)و"سوما" (Sôma). وكلاهما يستحقّان التقدير ذاته.

فطبيعة الإنسان الفانية تُنسب الى الجسد، عند مار بولس (1 قور 6 : 18). لكنّ الخطيئة تسكن في الجسد وتستعبد الجسم (رو 6 : 16)، فيؤدّي الى الموت ويتحوّل الى الحقارة والهوان، وتسوده الشهوات (فيليبّي 3 :21). ويخضع الجسم لقوّات ثلاث استعبدت الجسد، وهي الشريعة والخطيئة والموت (روم 7 : 5).

والجسم تعبير عن الشخص وأوضاعه الرئيسيّة: وضع الطبيعة والخطيئة، ووضع التكريس للمسيح، ووضع الحياة المجيدة. "فالجسم للترابِ والنفس للربّ".

اتّخذ المسيح جسماً بشريّاً، وهزم بموته وقيامته الجسد والخطيئة. وكلّ مؤمن متَّحد بالمسيح يستطيع أن ينتصر على الشريعة والخطيئة والموت من خلال جسم المسيح.

أمّا الجسد، فهو رمز عن الشخص، وعن عمقه، ويتمتَّع بكرامة لها وزنها. ولكن نستعمل هذه اللفظة للدلالة على أصل الإنسان الأرضي، وللتمييز عن العالم السماوي الذي يختصُّ بالله والروح. "مولود الجسد هو جسد، ومولود الروح هو روح" (يو 3 : 6). وينتمي الإنسان، بواسطة جسده الى العالم الأرضي، والى العالم السماوي بواسطة روحه.

والجسد العريان، يرمز في التقليد المسيحي الى الخطيئة الأصليّة، أو الى سقطة آدم وحوّاء. ويرمز، أيضاً، الى البراءة والطهارة، والى التخلّي عن الممتلكات الماديّة وتسليم الذات الى العناية الإلهيّة. والجسد العاري، هو، أيضاً، رمز للحقيقة.

جسد المسيح: هو مثلث الأبعاد. المقصود به، تارة، جسد المسيح الشخصي، وطوراً، جسده في سرِّ القربان، وأخرى، الكنيسة، جسد المسيح السرِّي.