الحوت

 حيوان بحريّ ضخم، يجسِّد الطبيعة بما فيها من قوّة ورعب وتفلُّت.

يرمز جوفه الضخم إلى التجدّد والتبدّل وإعادة الخلق، الأمر الذي ألهب مخيِّلة الروائيِّين والكتّاب والفنّانين. ولعلّ أبرزها ما جاء في سفر يونان النبي، في الكتاب المقدّس.

لمّا تمرَّد يونان على الربّ ورفض الرسالة الموكلة إليه، أبحر في سفينة تائهاً. لكنّ الريح العاصفة كادت أن تُغرقها. وإذا أحسَّ الملّاحون بالخطر طلبوا من المسافرين أن يُصلّي كلّ منهم إلى إلهه. ولمّا أدرك يونان أنّه بسببه صار كلّ ذلك، وقعت القرعة عليه وألقي في البحر. فابتلعه حوت عظيم، وبقي في جوفه ثلاثة أيّام وثلاث ليال. وبعدما تاب، صلّى إلى الربّ الذي أمر الحوت ليقذف به إلى البرِّ (يون 1 : 1 – 11).

يرمز جوف الحوت، في رواية العهد القديم، إلى مكان العبور بين عالمَين، أو حالتي ضمير. فيونان الذي خرج من بطن الحوت هو غير الذي دخل إليه. جرى تحوّل أكيد بين دخوله إليه، الذي يرمز إلى الموت، وبين خروجه منه، الذي يرمز إلى الولادة الجديدة للإنسان، الولادة الروحيّة.

والحوت هو رمز للمسيح الذي، بقيامته، يقود المؤمنين به إلى السماء.