"الموارنة بين الأمس واليوم" مع ريمون ناضر – شباط 2015

Maronite

انطلقَت الكنيسة المارونيّة بِحَركة انجذاب نحوَ الله تمثّلَت بالقدّيس مارون النّاسك. فقد مثَّل مار مارون صورَة الله التي تنجذِب إليهِ البشريّة التي تتوقُ إلى الألوهيّةِ والكمَال. فقد رأى الناس الذينَ تحلّقوا حولَ مارون النّاسكِ صورةَ الرجاء، فكانت ِالكنيسة المارونيّة كنيسةِ الرجاء.
تميَّزت الكنيسة المارونيّة "بروحانيةِ العراء" التي جسَّدها مار مارون بطريقةِ نُسْكِهِ، السَّماءُ فوقَهُ والأرضُ تَحتَهُ. يَرفعُ الأرضَ لِتُلامِسْ السَّماء ويدعو السّماء لتحنوَ على الأرضِ. روحانيَّة قامت على التخلّي عن كلِّ شيءٍ والتمسّك فقط باللهِ كغايةٍ نهائيةٍ وبالأرضِ كوسيلةِ عبورٍ إليه.
تَرتكِز الكنيسة المارونيَّة على الروحانيَّة الرهبانيِّة القائمَة على اليقظَة الدَّائِمة لِعَدمْ الِإنزلاق وراءَ المُغرَيَات (إسْهرُوا وصلُّوا):
مواجهة التحدِّيات الدَاخليَّة: جهادٌ روحيٌّ، توبة وغفران.
مواجهة التحدِّيات الخارجيَّة: اضطهاد وحروب.
تُجسِّد اللِّيتورجيَّة المارونيَّة هاتينِ الحالتين فهناكَ ذكرٌ دائم للرَّجاء بالمسيحِ يسوع وحدَهُ كمخلِّص وإله وذكرٌ دائم للشُّهداء كشُركاء بالشَّهادة.
إلى جانب كونِها كنيسةِ الرَّجاء، هي أيضاً كنيسةِ الرِّسالة، عَرفتْ التجلِّيات الرُّوحية والثَّقافية والعلميَّة والإجتماعيَّة ونشرَتها في المحيطِ المخْتلِف، تاركةً فيهِ أثراً كبيراً. فكانت رسالة إلهيَّة تربط الشَّرق بالغرب والأرض بالسَّماء.
والكنيسة المارونيَّة هي كنيسة مريَميَّة بامتياز لأنَّ مريم هي المِثَال الأعلى للرَّجاء. وتُمثِّل مريم بِعلاقتِهَا بيسوع علاقة الكنيسة المارونيَّة بيسوع.

الموارنة اليوم: عوامل هدَّدت وغيَّرت الرِّسالة المارونيَّة:
النزوح من الرِّيف والقرية إلى المدينة: من الجماعَة إلى الفرْديَّة والإنغلاقْ، من الشَّراكة إلى التَّملُّك، من التَّعاون إلى المنافسة والصِّراع، من الإكتفاء إلى الطَّمع، من إلهٍ واحد إلى تعدُّد الآلهة.
الثورة الإقتصاديَّة وخاصةً الثورة النِّفطِيَّة في البلادِ العربيَّة جعلت مِنهُم عبيداً لمحيطِهم وثرواتهِ.
الثورة العلميَّة والتكنولوجية التي أثَّرَت على العالمِ الجديد بأكمَلهِ
واقعنا الماروني اليوم: العالم يجتاحنا، فنحن بتنا نسيرُ سيرَ العالم ونسلك مسلكه. فالعالم يشدُّنا إليه بدل أن نشدُّه إلى الله ونقف عاجزينَ أمام الكثير من التَّحدِّيات:

  • الإباحيَّة
  • العنف
  • المخدرات والكحول  
  • تفكُّك الأسرة   التسطيح الثقافي بسبب الثقافة العالمية الجديدة التي تضرب الهويَّات الخاصة.

دورنا اليوم كمؤمنين موارنة، أبناء الكنيسة المارونيَّة وأبناء عيلة مار شربل، أن نعود إلى الجذور فنغيِّر مسلكنا في العالم ونكون قدوة في السلوك بصدقٍ وشجاعة، بحركةٍ إعتراضيَّة على مسار العالم المنزلق والمتدهور. نعود إلى القيم الروحيَّة والإنسانيَّة بالقول والعمل والمسلك والشَّهادة، مواجهينَ التحدِّيات بصلاةٍ وسهرٍ وعمل يرضي الله فنعودُ كنيسة الرَّجاء والرِّسالة ومريم، ونقوم بدورنا كنور وملح وخميرة في هذا الشَّرق المتألم."

من الإختبارات: تأكّدوا إنّو مش كلامكم يلّي رح يخلّي الناس يطلعو على سفينة الربّ، لكن محبّتكن لبعضكم البعض، ومحبّتكن للقبطان، وثقتكن وإيمانكن فيه، والفرح يلّي بوجوهكن.