إثْنا عَشَرَ رَسولاً

 قِراءَةٌ مِنْ مارِ يَعقوبَ السَروجِيّ (+521)

اخْتارَ الرُّسُلَ، أَرْسَلَهُم إلى جَميعِ الأمكِنَة،
حتَّى يُعيدَ الخَلْقَ بأَسْرِهِ إلى والِدِه.
اتَّخَذَ المَسيحُ الشَّمْسُ اثنتَي عَشرَةَ ساعَةً،
ليَجْمَعَ نَهارَ النُّورِ العَظيمِ واحداً.

إثْنتا عَشرَةَ دَرْجَةً تَصْعَدُ علَيها الشَّمْسُ وتَنْزِل،
فَتَبْسُطُ نورَها على الأرضِ المُظلِمَة.
إثْنَا عَشَرَ شُعاعاً مِنْ دائِرَةِ البِرّ
لَمَعوا كالبَرْقِ بَعْدَ لَيلٍ حَجَبَ الأرض.

إتَّخذَ اثْنَي عَشَرَ رَجُلاً مِنَ العَالَمِ مَعْروفين،
صافين، بُسَطاء، سالِمين، لا شَرَّ بِهِم،
اختارَهُمْ صَيَّادين، لا أَغنياءَ ولا حُكَماء،
لأنَّ طريقَ الابنِ لا تَحتاجُ إلى حِكْمَة.

ولكي يُبيدَ غِنَى العالَمِ وحِكْمَتَهُ،
اخْتارَ الجُهَلاءَ يُذِيعونَ في الأرضِ كِرازَتَهُ.
أَحَبُّوهُ، تَعَلَّقوهُ، تَبِعوهُ،
بهِ استَناروا، بهِ اتَّحَدوا، فبِهِ اغْتَنَوا.

تَرَكوا العالَمَ وساروا بِحُبِّهِ في أَثَرِهِ،
نَبَذوا المُقْتَنَياتِ حتَّى يَمْلِكوهُ بِمَحَبَّة.
تَرَكوا الأَهْلَ، أبناءً واخْوةً وآباءً
بُيُوتاً وعَشائِرَ وذَهَبوا في رُفْقَتِهِ بِمَشيئَتِهِ.

سَمِعوا كلامَهُ، كُلَّ ما قال، مِثْلَما قال،
أَنْ لا حَياةَ لِحَياتِهِم إلاَّ بِهِ.
أَوصاهُم ألاَّ يَقْتَنوا ذَهَباً ولا فِضَّة،
فاكْتَنَزوا وَصِيَّتَهُ قُنْيَةً عَظيمَة.

عَلَّمَهُمْ ألاَّ يَهتَمُّوا بما يَتَكَلَّمُون،
فلم يَطْلُبوا أَن يَتَكَلَّموا إلاَّ بِهِ.

(نشيد الأبانا)