تجسّد الإبن منَ الروح والعذراء واقعٌ حقيقيّ

قراءة من القدّيس كيرِلُّس الأورشليمي

 آمِنْ بأنُّ هذا الابن الوحيد للهِ نزَلَ من السماء إلى الأرض بسبَبِ خطايانا، وأنَّهُ أخذَ طبيعتنا البشريّة المُعرّضة للألم، ووُلِدَ منَ القدّيسة العذراء ومنَ الروحِ القدس. وهذا التجسّدُ لمْ يتمَّ بحسبِ الفكرِ أو بحسَبِ المَظهَر، بل تمَّ بالفعل. وجاءَ منَ العذراءِ لا كمَنْ يمُرُّ بقناة، بل أخَذَ فعلاً جسداً فيها. ورَضَعَ منها فعلاًً، وأكَلَ وشرِبَ مثلنا فعلاً. فلَو كانَ التجسّدُ مَظهَراً لكان الخلاصُ مظهَراً أيضاً. كان المسيحُ مزدوجاً: إنسانٌ في ما كان يُرى، وإلهٌ في ما كان لا يُرى. وكإنسانٍ كان يأكُلُ مثلَنا، وكانَ لهُ جسدٌ مثلنا معرّضٌ للآلام، ولكنّهُ كإلهٍ أطْعَمَ خمْسَةَ آلاف رجلٍ خُبزاً، وماتَ فعلاً كإنسان، وكإلهٍ أقام ميتاً بَعْدَ أربعةِ أيام، ونامَ في السفينةِ كإنسان، وكإلهٍ مشى على الماء.

العظة 4، 9.