أما كان قلبنا متّقدًا؟

تلميذيّ عماوس

الكردينال يوحنا هنري نِيومَن 

يا إخوتي، فلندرك معنى ظهورات المسيح لتلاميذه بعد قيامته. تبرز أهميّة هذه الظهورات حيث أنّها تظهر لنا أن اتّحادًا من هذا النوع مع يسوع ما زال ممكنًا؛ هذا النوع من الاتّصال مع المسيح هو المُعطى لنا في الوقت الحاضر. في فترة الأيّام الأربعين التي تلت القيامة، دشّن يسوع علاقته الجديدة بالكنيسة، علاقته الحاليّة بنا، هذا النوع من الحضور الذي أراد التأكيد عليه.

كيف تجلّى حضور المسيح في كنيسته بعد القيامة؟ كان يذهب ويعود بكلّ حريّة؛ ما كان شيء يعيق مجيئه، ولا حتّى الأبواب المغلقة. لكن خلال حضوره، ما كان تلاميذه يدركون ذلك. فلم يعِ تلميذا عمّاوس حضور المسيح إلاّ بعد حين، عندما تنبّها إلى تأثيره فيهما: "أما كان قلبنا متّقدًا؟"

فلنلاحظ في أيّ وقت انفتحت أعينهما: عند كسر الخبز. في الواقع، هذه هي الحقيقة التي دلّنا عليها الإنجيل. إن حصلنا على نعمة الشعور بحضور المسيح، فنحن لن نتعرّف إليه إلاّ بعد حين؛ ومن الآن فصاعدًا، لن نتمكّن من الشعور بحضوره إلاّ من خلال الإيمان. فبدل حضوره الحسّي، ترك لنا ذكرى خلاصه؛ فبقي حاضرًا في سرّ القربان. إذًا، متى تراءى لنا؟ حين نقلنا من رؤية بدون معرفة حقيقيّة إلى معرفة حقيقيّة في عالم الإيمان غير المرئي.