عليّة صهيونَ أُمُّ الكنائس

قراءةٌ من مار يعقوب السَرُوجي (نشيد أحد العنصرة)

كالغمرِ فاضَ النُّطْقُ بجميعِ الألسِنة،
وكالسُّوسنِ أزْهَرَتِ الكنائسُ برَواءٍ عظيم.
إنشَعَبوا من العليّةِ اثنَي عشَرَ نَهْرًا،
فجعَلوا الأرضَ عدْنَ أشجارٍ روحانية.
من الآبِ انحَدَرَ اليَنْبوعُ غيرُ المَحدود،
فامتلأوا منهُ وخرجوا يُسقونَ العالم بأسرِه.
صارت العليّةُ معينًا تفجّرَ أنهاراً
تَدَفَّقنَ أمواجاً عزيرةً على جميعِ الأقطار.
صارت العليّةُ مَخزَنَ سلاحٍ للمَلِكِ العظيم،
منهُ تَسَلَّحَ جيمعُ جنودِهِ العُزَّل.
صارت العليّةُ بابِلَ العظيمةَ لجميعِ الألسِنَ،
منها سَمِعَتْ جميعُ الشعوبِ ألسِنَتَها.
صاربِ العلّيِّةُ لُجَّةٌ تَدَفَّقَتْ ينابيعَ
تجمّعَتْ غُدرانًا في الأمكنةِ العَطْشى!
صارتِ العلّيّةُ بحْرَ الملْحِ السّماويّ،
فأعطَتْ طعماً للأرض التافهة!
أيتها العليّةُ، غَلَبْتِ بابلَ الشهيرة،
لأنّ قصتَكِ أعظَمُ من قصّةِ ابنَةِ الكلدانييّن!
منكِ خرجَ تعليمُ الحياة،
إلى شعوبِ الأرض، وضمائرُهُم كانتْ نُظلمة!
من الألسِنةِ التي تقَسَّمتْ فيكِ تعَلَّمَ كلُّ امْرىءٍ
أنّ ربّنا بلبَلَ في بابِل جميعَ الألسنَة.
وهوَ، هوَ هنا وهُناكَ مع والِدِه،
تباركَ، هوَ الأولُ والآخرُ، الذي لا يتبَدَّل!