التطهير من برص الخطيئة

Purification of leprosy of sin

القدّيس برونو دي سيغني (1045 - 1123)، أسقف
"وبَينَما هم ذاهِبونَ بَرِئوا". يجب أن يسمعَ الخطأة هذا الكلام وأن يبذلوا الجهد لفَهمِه. من السهل على الربّ أن يغفرَ الخطايا. وغالبًا ما يُسامَح الخاطئ قبل أن يعترفَ عند الكاهن. في الحقيقة، هو يَبرأ في اللحظة نفسها التي يتوبُ فيها. وأيًّا كانت اللحظة التي يتوبُ فيها، فهو ينتقل من الموت إلى الحياة... لكن، فَليَتذكَّرْ عن أيّ توبة نتكلَّم. فَليَسمعْ ما قالَه الربّ: "إرجعوا إليَّ بكلِّ قلوبِكم وبالصومِ والبكاءِ والإنتحاب. مزّقوا قلوبَكم لا ثيابَكم" (يوء2/ 12). فكلّ توبة يجب أن تجري في القلب، من الداخل.

"فلمّا رأى واحدٌ منهم أنّه قد بَرِئ، رجَعَ وهو يُمجِّدُ الله بأعلى صوتِه". في الواقع، يُمثّلُ هذا الرجل كلّ الذين طُهِّروا بماء العماد أو برِئوا بسرّ التوبة. فهم ما عادوا يَتبعونَ الشيطان، بل أصبحوا يَقتادونَ بالمسيح، ويَقتَفون أثره موجِّهينَ له التمجيد والحمد، ولا يَتخلّونَ عن خدمته... "قالَ له يسوع: قُمْ فامضِ، إيمانُكَ خلَّصَكَ". وبالتالي، كبيرة هي قوّة الإيمان لأنّه "بغيرِ الإيمانِ يَستَحيلُ نَيلُ رِضا الله" (عب11/ 6)، وفقًا لقول الرسول. "إنّ إبراهيمَ آمَنَ بالله فَحُسِبَ له ذلك بِرًّا" (روم4/ 3). إذًا، فالإيمان هو الذي يُخلِّص، الإيمان هو الذي يُبرِّر، الإيمان هو الذي يَشفي الإنسان في نفسِه وفي جسدِه.