من ثمارهم تعرفونَهم

By-their-fruits-you-shall-know-them

القدّيسة تيريزيا الآفيِليّة (1515 - 1582)، راهبة كرمليّة، ملفان الكنيسة
 

القصر الداخلي، المسكن الخامس

من السهل جدًّا معرفة أولئك الذي يحبّون القريب حبًّا صادقًا، وأولئك الذين لديهم هذا الحبّ بدرجة أقلّ. لو علمتم بأهميّة هذه الحسنة، لما اهتمَمتم بأمور أخرى. عندما أرى أشخاصًا يهتمّون بتفحّص تأمّلهم ولا يجرؤون على التحرّك خلال ممارسته خوفًا من تشتيت أفكارهم، أقول في نفسي إنّهم لا يفهمون جيّدًا الطريق الذي يؤدّي إلى الاتّحاد. هم يظنّون أنّ الكمال ينصّ على ذلك. كلاّ، كلاّ، ليس هذا هو الطريق.
إنّها إنجازات يطلبها الربّ منّا. مثلاً، إن رأيتم مريضة تستطيعون منحها الراحة، يريدكم الربّ أن تتخلّوا قليلاً عن تقواكم لتساعدوها وتتعاطفوا معها. وإن كانت تتألّم، شاركوها في آلامها؛ وصوموا إن دعت الحاجة إلى ذلك، كي تحصل على الطعام اللازم. افعلوا هذا لا حبًّا بها، بل لأنّها مشيئة المعلّم. هذا هو الاتّحاد الحقيقي في مشيئته.