موضوع مع الخوري انطوان بشعلاني

الجمعة, 10 أيار 2013
عنايا

 كان تعليم هذا الأسبوع في عيلة مار شربل – في لقائها الأسبوعي في عنايا مع الخوري انطوان بشعلاني.
ومما قال: القديس شربل بعلاقته مع العذراء يعلمنا الصمت والإصغاء والتأمل. مريم لأنها كانت في هذه الحالة أعطت فرصة لله ليكلمها، ليتجسّد بأحشائها، يصير طفلاً يتغلغل فيها. في عالمنا اليوم نسمع القديس شربل ينبهنا، لا تلتهوا بالكلام وتنسوا ان تشهدوا... يا بنَي اعطني قلبك، هذا ما يريده الله منّا.
مشوار القديس شربل من الطفولة كان بحضور الرب، تابع للدير ولما زارته أمّه رفض رؤيتها وقال لها نتلقي بالسماء. هل أن القديس شربل بدون عاطفة بدون حب؟ أبدًا. القديس شربل ملتزم بالقوانين وليس بعواطفه، صار عنده أمّ ثانية تحفظه وتحفظ أمه التي على الأرض... نتعلّم مع مريم اليوم كيف نختفي نحن ليظهر يسوع ومع مار شربل الذي تربّى على يدي العذراء وتعلّم كيف يختفي ويتجلّى الله فيه مجَّد الله أكثر وأكثر.
كان مار شربل يحب أن يصلي المسبحة مع من يزوره، وبخبرون أن من كان يصلي معه المسبحة كان يشعر أن السماء مفتوحة وقت الصلاة، ودفء الحب يعوّض برد الثلج في المحبسة. ونحن مع العذراء يوصينا مار شربل بحمل ورديتها سلاحاً.
زراه وفد من بقاعكفرا، سألهم هل تصلّون المسبحة، قال "بدكن تخلصوا تعبّدوا لمريم العذراء هي التي ستحملنا كما حملت ابنها...
               
 
وبعدها احتفل الخوري بشعلاني بالقداس الإلهي عند الساعة الثامنة مساءً ومما قال في عظته:
..."إنجيل يوحنا يكمّل حدث الصعود إلى السماء بعدما نزل الله إلى الأرض من أجل كل إنسان، هذا الإله الحب الذي خلق الإنسان بفعل حبّ وعلى الرغم من خيانة الإنسان، حتى يرجعنا للمصالحة إلى قلب الآب. صعود الرب بعد نزوله إلى الأرض كحدث تاريخي تحققّ. لقد رآه الرسل وأخبروا عنه وبعد أربعين يوماً انتقل وصعد إلى المجد السماوي. هذا الحدث ماذا يقول لنا اليوم؟ أن الإنسان الذي خرج من قلب الله، أحبه وخلقه على صورته ومثاله شوّه هذه الصورة. الله عاد ورفع هذه الصورة، أخذ صورة الإنسان، نزل لعند الإنسان، كي يسترد الإنسان هويته وبالإتحاد مع الإبن صار الإنسان قادر ان يعود ويستقر ويصعد إلى  قلب الآب. يسوع قال لنا: أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً ما أجمل. علينا اليوم أن نطلب شفاعة مار شربل وإمنا مريم حتى تكون مسيرتنا مسيرة إرتقاء وصعود صوب الآب. بعد قليل في القداس سوف نقول: لتكن أفكارنا وقلوبنا وعقولنا مرتفعة إلى العُلى. قبل أن نجيب لنتأكد فعلاً إذا كانت أفكارنا هي عند الآب وهي حقيقة طامعة وتتطلّع لفوق. نصلي كي يزرع الله الحبّ في قلوبنا، نقطة محبة قادرة أن تغيّر طريق إنسان من الموت للحياة، قادرة أن توصله إلى قلب الله. طريقنا للسماء، طريقنا لقلب الآب تمر عبر يدي مريم. نصلي لنسلك هذا الطريق ولا غيره بشفاعة القديسة مريم ومار شربل آمين.