ومن يصبر إلى النهاية يخلص

حدّثَنا عن الملكوت، عن الحياة الحقيقيّة، ونحن لا نزال ننظر إلى أمور الأرض ... يخبرنا أن كلّ ما في الأرض فانٍ، والحياة الحقيقيّة هيَ في الله، في ملكوته. ومتى النهاية؟ نسأله: كيف نعرف؟ والربّ يعلّمنا، كيف نعبر من هذا العالم إلى عالم الله. يعلّمهم ويعلّمنا. خلقنا في هذا العالم لنعبر به إلى عالم الله وليس لنغرق ونضيع فيه. في هذا العالم، حقد، حرب، ضلال، آلام... والمضلّلون كثُر. ضلّوا ويحاولون أن يُضِلّوا معهم كلّ الناس. لكن مَن تمسّك بالربّ، مَن امتلأ من روح الربّ، يميّز ما هوَ مِن الله، وما هوَ من هذا العالم  ولا علاقة له بالله. حروب، مجاعات، اضطهادات، والناس لا تقرأ العلامات، تتابع حياتها في الحِقد، والطمع. الأخ يتطمّع على أخاه، يقتلون بعضهم البعض، لتكديس أموال وتراب... والتراب يبقى في التراب... مسكين الإنسان الذي ضلّ... الحياة قصيرة، فلماذا نضيّعها بالحقد... لماذا لا يعيش البشر مع بعضهم بسلام.

يا ربّ، تنظر إلى ضعف الإنسان وخطيئته، بسبب أنانيته وكبريائه، وتحزن على ضلاله... غابت المحبّة وكثرت الخطيئة... مسكين الإنسان، الذي وقع ضحيّة الشرير وأفكاره، وإنجرّ لأعماله... سامحنا يا ربّ، لأن الإنسان خرّب الأرض التي أعطيته... خرّب نفسه وخرّب أخاه الإنسان... لكن وسط كلّ هذا، تبقى البقيّة الباقية، التي قبِلَت كلمتك، استنارت بروحِك، تقوّت بقوّتك، وتتابع عملَك على هذه الأرض... لزرع السلام، والحبّ، والمُصالحة، والجمال.

مَن يصبر إلى المنتهي يخلص. قوّنا يا ربّ، على الثبات بكَ في كلّ الظروف، قوّنا على الشهادة لحبّك في كلّ الظروف، ففي النهاية كلّ شيء يزول، وحدها المحبّة تبقى، وفقط مَن هوَ في المحبّة يبقى معك وفي قلبك وبيتك إلى الأبد..

جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل