ومن هو قريبي؟

And-who-is-my-neighbor

يأتي هذا الرجل إلى الربّ، وفي قلبه تساؤل ورغبة في الخلاص, يأتي ويعرف أن شيئًا ما ينقصه. يسأل ماذا اعمل؟ فهو قد اقتنع ان الربّ هَوَ الذي يأتيه بالخلاص وإلا لما سأل. والربّ يعرف قلبه وأفكاره... يجيبه، الخلاص بالمحبّة: أحبب الله وأحبب قريبك. وليفهم أكثر، وقد كان مفهوم القريب محدود عندهم في ذلك الوقت، سأل.

مَن هوَ قريبي. فيعلّم الربّ كالعادة بالأمثال. جريح، وهوَ يمثّل كل إنسان، أتى إلى هذا العالم. وفي هذا العالم شرور كثيرة، تعترضه، تجرحه، تؤذيه، تسحقه، تبكّيه وتكسر قلبه ونفسه وجسده... وهذا الإنسان لن يجد راحته في الإنسان الآخر، فلا أحد يقدر أن يخلّص إحد من آلامه، وجراحه لا أحد غير الربّ. يأتي الربّ إلينا، يضمّد جراحنا، يسكب عليها من خمرة حبّه وزيت عنايته، يحملنا على كتفه، يرافقنا... إلى كنيسته يدعونا، إلى جماعته يضمّنا فهناك في الجماعة، نقوى، نتعلّم، نجد من يعتني بنا، إخوة تحبّنا دون مقابل ودون مصلحة، إخوة تختلف عن أبناء هذا العالم. إخوة تحمل من حبّ الربّ وتضعها في قريبها.

يا ربّ، تعال، إمسح دموعنا، ضمّد جراحنا التي جرحنا بها هذا العالم، تعال لا أحد غيرك، شافي قلوبنا، لا أحد غيرك يستطيع أن يحبّنا هذا الحبّ الكبير الذي يخلّص، ويقوّي، تعال ووحّد جماعتك وكنيستك، فتكون رحمتك على هذه الأرض، تعتني بأبناءك المجروحين، وتحبّ من محبتك كلّ مَن هو بحاجة لهذا الحبّ.