وكان يسعى ليرى من هو يسوع

zacchaeus

دخل الربّ أريحا، ولا يدخل الربّ مكانًا دون أن يُحدِثَ تغييرًا جذرياً. زكّا، تحرّك قلبه لهمسات روح الله في داخله. رغبَ وسعى ليرى يسوع. لم يتوقف عند رغبته دون أن يعمل لأجل تحقيقها. تحرّك، وقِصر قامته كان عائقًا يمنعه من رؤية الربّ. لكنّ رغبته قوّية لدرجة جعلته يفكّر ويتصرّف. فتسلّق الجميّزة ورأى الربّ، وجعل الربّ يتوقف. نظر الربّ إليه ودعاه: تعال! سأقيم الليلة في بيتك. وزكّا لم يدْرِ أن الربّ سيقيم للأبد في بيته وسَيُقيمه للأبد في ملكوته.

تذمّروا، ضعفاء الإيمان، وحافِظو الشريعة قبل الإنسان. كيف يدخل بيت الخاطئ؟ لكن الربّ أتى من أجل هذا الخاطئ. دخل بيت زكّا، وأفاضت النّعم في بيته. توبة، تعويض، عودة، عطاء، محبّة. تحرّك قلب زكّا بالإيمان، إمتلأ قلب زكا من نور الله وتابَ وتصرّف بحسب توبته وسأل أن يُغفرَ له. وفرح الربّ بإيمان زكّا وعودته، وأعلنَ أن الخلاص صار اليوم لهذا البيت. ليس فقط لزكّا العائد لكن لكلّ البيت.

يا ربّ، والخلاص اليوم أيضًا يصير لكلّ عائد. زكّا رغب وتصرّف وأنتَ كافأتهُ بأضعاف وأضعافٍ من النّعم التي لم يكن يتصوّرها. لا أحد أكرَم منكَ، نُبادر بالقليل فتُغدق علينا بالكثير. يا ربّ قوّنا لإزالة كلّ ما يُعيق تقدّمنا نحوَكَ، قوّنا للتصرّف بحسب إلهامات روحك في داخلنا، أعطنا أن نعمل كلّ شيء إنطلاقًا من كلمتك، فنعيش في رضاك ونُفرّح قلبك، نسكِنكَ بيوتنا ونسمَعكَ تُعلِن أن الخلاص تمّ اليوم لبيوتنا وعائلاتنا ومجتمعنا.