من أراد أن يكون فيكم عظيماً, فليكن لكم خادماً

غسل الأرجل

هذا هو الصَّليبُ، الّذي دعانا الرَّبُّ لحملهِ كلَّ يوم. هذا هوَ منطِقُ الحُبِّ الجديدِ الّذي أتى بهِ الرّبُّ إلى العالم، ليُجدّدَ العالم. يَسألانِهِ الجلوسَ في مراكزَ أماميّةٍ، أوليّة معَهُ، وها لا يدريانِ ماذا يَطلُبان. إلى الآنَ لم يَفهما ما هوَ ملكوتُ الله.

والرَّبُّ يُخبرُهم جميعاً أنّهم سيتبَعونَهُ، معهُ في الحياةِ الأبديّةِ سيكونون، الكأسَ الّتي سيَشربُها سيشرَبون، والمَعموديّةَ الّتي سيَتعمّدُ بِها، معموديّة الصّليبِ، بها سيَتعمّدون... لكنْ مسيرَتَهُم هيَ جِهادٌ يوميٌّ، هيَ مسيرةُ تطهّرٍ، هيَ حملُ صليبِ إفراغِ الذّاتِ كلَّ يومٍ والاِمتلاءِ مِنَ الله، هيَ خدمةٌ وبذلُ الذّاتِ مِن أجلِ الآخرين. هيَ مسيرةُ المحبَّة. وهُم بعدَ أنْ يرتفعَ سَيفهمونَ، بهِ سيثبُتونَ، والرّسالة يُتابِعون، ومعَهُ في بيتهِ وبهِ إلى الأبدِ يَسكُنون.

يا ربّ، الطّريقُ إلى ملكوتِكَ واضِحٌ، أخبرْتَنا عنهُ، وعشتَهُ أمامَنا. أعطِنا القوّةَ، للثّبات ِبكَ، في كلِّ الظّروفِ، في الرَّاحةِ والتّعبِ، في الفرحِ والحزن. معكَ، كلُّ تعبِنا يَتحوّلُ إلى راحةٍ، معَك، كلُّ حزنٍ يتحوّلُ إلى فرحٍ عميقٍ في داخلِنا، لا يَستطيعُ أحدٌ أن يأخذَهُ مِنّا. معَكَ، في مسيرتِنا، نتطهّرُ كلَّ يومٍ، نتعلّمُ أن نُحبَّ كلَّ يومٍ أكثرَ من يومٍ، معكَ، نَستطيعُ أن نتمِّمَ رسالتَنا، ونُحقّقَ دعوتَنا، فنَجلس في اليومِ الأخيرِ مع أحبّائِنا في بيتِكَ وقلبِكَ، أحياءً إلى الأبد.

 

 

     جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل