مباركة أنت في النساء, ومباركة ثمرة بطنك

The visitation

تلكَ الأيّام الّتي رضيَ فيها الله عن شعبهِ، الّذي اِرتضى فيها أن يَنزلَ ويصير بينَ شعبهِ وواحد منهم، وبعد أن تلَقَّتْ مريمُ البُشرى السّارّةَ، قامت... قامَتْ مُسرعةً. فهذا الخبرُ عظيمٌ جدّاً وخبر حبلِ نسيبِها أفرحَ قلبَها، فاِنطلقتْ إليها. في هذه الأيّامِ، أيّامِ النِّعمةِ الّتي نزلَتْ أرضَنا، أسرعَتْ مريمُ لتتشاركَ فرحَها ودهشتّها مع نسيبيها. وأليصابات الّتي بوحيِ الرّوحِ فهمَتْ، أنَّ القادمةَ إليها صارَتْ أمَّ الله، وأمَّ البشريّةِ، ففرحَتْ وتهلّلتْ، وصرختْ "مباركةٌ أنتِ بينَ النِّساءِ ومباركةٌ ثمرةُ بطنكِ"... وحالًا تهلّلَ واِرتكضَ يوحنّا في بطنِ أمّهِ، عندَ حضورِ الرَّبِّ المخلّصِ المتجسّدِ في أحشاءِ مريم.

فرحٌ عظيمٌ ملأ أرضَنا، نِعَمٌ كثيرةٌ نزلَتْ عالمَنا، فطوبى لمريم لأنّها آمنَتْ، وطوبى لأليصابات لأنّها صدّقَتْ وطوبى لنا، إن تَشبّهْنا بمريم وبقوّةِ إيمانِها وطواعيّتِها، وإن تشبّهْنا بأليصابات، بتواضعها ووداعتِها وتهلّلَ قلبُها عندَ حضورِ مريم، الّتي تحملُ يسوعَ إلى بيتها.

يا مريم أنتِ دائمًا تحملينَ يسوعَ إلى بيوتِنا، أنتِ دائماً تُسرعينَ إلى البيتِ الّذي يحتاجُكِ، تعالَي إلى بيوتِنا، تعالَي إلى وطنِنا فنحنُ نحتاجُكِ، إحملي يسوعَ إلينا وإحملينا له وساعدينا ليقوى إيمانُنا فنستحقّ الطّوبى الّتي اِستحققْتُها، ونفرح وتتهلّل بحضورِ الرَّبِّ في حياتِنا.

 

جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل