كنت أميناً على القليل, سأقيمك على الكثير

لن نكون يومًا أبدًا اكرم من الربّ. خلقنا وأعطانا كثيرًا. كلّ واحد منّا على قدرِ طاقته. واعطانا روحه به نميّز عطاياه، به نفهم دعوته، بروحه نعمل وبقوته نحقق ثمارًا تليق باسمه.

سلّمنا كلّ شيء واطلقنا في هذا العالم إلى أن يعود. وقتًا أعطانا، هديّة ثمينة نستثمرها لقداسة نفوسنا وقداسة العالم. ومواهب أعطانا، حتى افقر الفقراء، واضعف الضعفاء، نالوا من الربّ نعمًا كثيرة يتقدسون بها ويقدّسون مَن حولهم.

تحيّرنا ثقة الربّ بالإنسان. أعطانا رغم عدم استحقاقنا، وكالة بناء معه الملكوت أوكلنا، رسلاً لبشراه السّارة ارسلنا، وهو ينتظرنا.

يا ربّ، صلاتنا اليوم لكَ صلاة شكرٍ على كلّ ما أعطيتنا، أنر بصائرها لنرى ونفرح بما عندنا، ولا ننظر إلى مواهب إخوتنا فنضيّع حياتنا نفتش عند الآخرين ونغفل عن كلّ الغنى الذي عندنا وفينا. أنرنا بأنوار روحك فنعمل جاهدين، مستثمرين كلّ ما وهبتنا، من مواهب ماديّة كانت أن روحيّة أم معنويّة، أنرنا لنكتشفها، نفرح بها، نشكرك عليها ونستعملها لبناء ملكوتك في داخلنا أولاً وفي كل مكان حولنا وفي كل مَن إوكلتهم إلينا، فنحقّق الهدف، نتقدّس ونقدّس العالم حولنا، فيفرح قلبك بأمانتنا وعلى الكثير لخدمتك تقيمنا، فنمجد اسمك إلى الأبد.