هوذا العريس! اخرجوا إلى لقائه!

Here-is-the-bridegroom-Come-out-to-meet-him

نعم إلى هكذا استعداد يشبّه الربّ ملكوت الله. الملكوت للحكماء، للمنتبهين، للمُدركين دعوتهم. الملكوت هوَ لمَن سمعوا وحفظوا وجاهدوا وعمِلوا. هوَ لمَن لبّى نداء الربّ، وسارَ في بريّة هذا العالم مُجاهدًا بأعمال البرّ والمَحبّة، مُجاهدًا بالصلاة والمواظبة على كلمة الله، مُجاهدًا في تفريغ نفسه من أمور العالم والإمتلاء من أمور الله.

نفوس ساهرة، طاهرة، مستعدّة، ذكيّة، حكيمة، هي التي لها الملكوت، هي التي سعت للهدف وبلغته.

حكيمات حملنَ مصابيحنّ مُضاءة وما يكفيهنّ مِنَ الزيت، مِنَ المَحبّة، لبلوغ السماء. فُتِحَت لهنّ الأبواب ودخلنَ فرح الربّ. أما الجاهلات اللواتي اكتفين بالقليل وتلهّين في هذا العالم، حَضرَ العريس في وقت سهوِهنّ، لم يكنّ باستعداد، فأُغلقت الأبواب في وجههنّ.

يا ربّ، تخبرنا أمثالاً، تعلّمنا كلّ التعليم، تُحَذرنا بطرق عدّة. كونوا مستعدّين. إسهروا، لن تعلَموا متى تأتي الساعة. كونوا مستعدّين في كلّ وقت. يا ربّ، ليس عندنا هدف اسمى مِن ملكوتك، ليس عندنا مشروع أعظم من مشروعكَ علينا، لكن العالم وسيّد هذا العالم يحاول بطرق عدّة أن يلهي أحبّاءكَ عن دعوتهم ورسالتهم، أرسل روحكَ من جديد يملأنا، أرسل روحك يُلهمنا، يُقوّينا، يوَعّينا على مسيرتنا ودعوتنا. أرسل روحك يساعدنا فنسهر على نور قناديلنا، ونعمل كي لا يفرغ الزيت عندنا، لكي حين تأتي الساعة نقف أمامك ونقدّم لكَ ما يفرّح قلبك، فتكون حصّتنا ميراثك وبيتك الى الأبد.