ها إن العذراء تحمل وتلد ابناً, ويدعى اسمه عمانوئيل, أي "الله معنا".

The-virgin-will-conceive-and-give-birth-to-a-son-and-will-call-him-Immanue.

متى يخبر قصّة الميلاد، أجمل وأروع ما يمكن أخباره... قصة تجسّد الإله، قصّة الحبّ العجيب الذي نزل أرضنا. مريم الصّبيّةُ المختارةُ، بنتٌ من عندنا، بارّةٌ تعيشُ في مخافةِ الله ورضاه، تَنتظرُ مجيءَ المخلّصِ، فبشّرَها الملاكُ، وسلّمَتْ نفسَها لله، دونَ شروطٍ ودونَ مقابل... قبِلَتْ واِحتارَتْ كيف تُخبِرُ يوسف... فسلّمَتْ أمرَها لله، هوَ الّذي اِختارَها، هوَ الَذي بشّرَها سيبشّرُ يوسف... ولما اِكتشفَ يوسف أمرَ حملِ مريم، لم يَفهَمْ، واِحتارَ... لكنّهُ يوسف البارّ، الّذي يُحبُّ مريم ولا يُمكِنُ أن يُشهِّرَ بها أو يُؤذيها، فقرَّرَ أن يَترُكَها سرّاً... لكنَّ الله الّذي اِختارَ مريم، اِختارَ يوسف أيضاً فأوحيَ إليهِ بالسّرِّ العجيبِ، وحملَّهُ مسؤوليّةَ مريم ومشروع الله على أرضِنا. ها إنَّ العذراءَ تحمِلُ وتلِدُ ِاِبناً... فرحَ يوسف فرحًا عظيماً ودُهشَ دهشةً عظيمةً لكنَّهُ فعلَ كما أمرهُ ملاكُ الرَّبِّ... كما مريم قالَ نعَم.. نعَم قويّةٌ ثابتةٌ لا تَتزعزع مهما حدثَ... فأخذَ مريمَ إلى بيتهِ، وولدَ يسوع في هذا البيتِ، وفي هذا العالمِ، وفي بيوتِنا إن عرفْنا كيفَ نقولُ نعم، كما مريم وكما يوسف.

يا ربُّ، تعالَ إلى بيوتِنا، تعالَ إلى وطنِنا، تعالَ إلى عالمِنا، نحنُ بأمسِّ الحاجةِ إلى حضورِكَ، تعالَ واُسكنْ عندَنا، واُمحُ الظّلمَ والدّموعَ، اُمحُ الخطيئةَ والضّلالَ، طهِّرْ قلوبَ أبنائِكَ واِزرعْ سلامَكَ عندَنا.

 

جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل