غنيّ لا اسم له، لا نعرف اسمه لأنه لم يُكتب في ملكوت الله، وفقير اسمه لغازر، طوبى له لأن اسمه كُتب في الملكوت. غنيّ لم يمت بسبب غناه، إنّما بسبب جهل وعمى قلبه، لم يرى الفقير الملقى على بابه، ولم يرد أن يراه، فقد اكتفى وانتفخ بسبب غناه، وقسّى قلبه. تعلّق بالعطيّة ونسيَ العاطي، أحبّ ماله وغفل عن حبّ من أعطاه هذا المال. فسقط. ومِن قعر الجحيم صرخ. لكن الهوّة صارت كبيرة، هو سقط، ولعازر ارتفع.

يا ربّ، أعطنا أن نتحوّل وننزع عن قلوبنا الغشاوة التي تفصلنا عن حبّك، ما دام لنا الوقت أنعم علينا بالتوبة، فنرى حاجات إخوتنا، فنشبعهم ممّا أشبعتنا، نرى آلام أخوتنا فنخفف عنهم كي تخفف عنّا. أغفر لنا كلّما نسيناك، وحرّر قلوبنا من تعلّقات العالم، فنحبّك ومن محبتك نحبّ ونعطي بسخاء مدركين أين الأهم، واعين على حقيقة دعوتنا، رافعين دومًا أنظارنا إلى علياكَ.