أتحبّني حبّاً شديداً؟... إتبعني...

simon

إنتظرهم على الشاطئ، وقد أحضروا له سمكًا كثيرًا تصيّدوه بناء على كلمته، أطعمهم، أشبعهم، أراحهم بعد تعب الليل، وانتظر ليكلّم بطرس. ناداه بإسمه القديم، فهو سيبني مع بطرس صفحة جديدة، رسالة جديدة. يا سمعان بن يونا، ذكّره ببطرس القديم، وكأنّه يُعيد بناءه. لم يَقل له شيئًا عن الماضي، لكنّ بطرس يغلي فيه كلّ الماضي... "أتحبّني". "أنت تعلم يا ربّ". بطرس مُنسحق القلب، لكنّه ممتلئًا فرحًا ورجاءً، فقد قام الربّ، وهو بينهم. يسأله الربّ ثلاث مرّات، ويتذكّر بطرس نكرانه لثلاث مرّات. أتحبّني أكثر من الجميع. نعم يا ربّ. أحبكّ، أحبّكَ، أنتَ تعلم كلّ شيء. تواضع، طيبة، طواعيه، توبة. هذا ما عبّر عنه بطرس بقلبه الكبير المنسحق، الساجد أمام حضور الربّ العظيم.

إرعَ خرافي. المحبّة، لا شيء آخر يريد الربّ. وفقط المحبّة. القلب الذي يُحبّ كثيراً يُعطيه الربّ كثيرًا، يُسلّمه وزنات كثيرة، ويَزرَع به نعمًا كثيرة. يُحمّله مسؤوليّة الكنيسة، وفي نفس الوقت يُخبره عن الصليب الذي سيُمجّد به الله، وبطرس الذي عاد إلى قلب الربّ، لن يرفض إتباع الربّ في كلّ شيء، في الرسالة والصليب.

يا ربّ، نحن أيضًا نحبّك، كلّ يوم تسألنا من جديد، كلّ يوم ترأف بنا، تغفر ضعفنا، وترّدنا إلى حظيرتك. مع بطرس نقول، نعم، نحبّك، إملأنا من نعمك، فنحبك أكثر من كلّ شيء، نحبّك فوق كلّ شيء، نتبعك، ونبدّيك على كلّ شيء، فتكون الأول في حياتنا، ومنك ولكَ ومعك ولأجلك نعمل. ثبّتنا بكَ يا ربّ، شدّد إيماننا، وأرسِلنا.