انه الرب

إنه الرب اعندكم شيء يؤكل

بعد أن قام يظهر لتلاميذه، مرّتين من قبل ظَهَرَ لهم وهم ما يزالون في يأسهم وإحباطهم. عاد بطرس لصيد السمك وعاد التلاميذ معه، ومع أنهم صيادون ماهرون، لم يصطادوا شيئًا، والربّ عينه عليهم، ينتظرهم على الشاطىء، عادوا فارغين، وسألهم إذا كان معهم شيئًا يؤكل... وبخيبةٍ قالوا "لا!" أمّا هو فبسلطانٍ أرشَدَهُم كيف يصطادون وأين، ففعلوا، وكان صيدهم غزيرًا. فنظر التلميذ الحبيب وعَرَفَ الربّ... وحالاً تفتّحت أعينهم وائتزر بطرس بثوبه وكعادته بإندفاعٍ كبير رَمَى بنفسه ليَصِل إلى الربّ، لم يستطع إنتظار السفينة... وَصَلوا، سَجَدوا، قدّموا ما عندهم، كلّ الألوان والأشكال والأصناف، والشبكة صامدة، هي كنيسة الربّ صامدة قوّية تَسَع كلّ البشر من كلّ لون وعِرق وجِنس... إنتظرهم طويلاً، فقد صار الفحم جمرًا... تعالوا، إجلسُوا، كُلوا... كَسَرَ، وناولهم وهم صامتون لا يجرؤون أن يسألوه شيئًا. فقد قامَ وصارت القيامة فيهم.

يا ربّ، كما انتظرتَ تلاميذك، تنتظر كلّ منّا بصبر وطول أناة، عينكَ علينا، ساهرة، مرشدة، مدبّرة، ترى إندفاعنا وتوجّه رغباتنا، في وسط فشلنا تأتي، ووسط يأسنا تتدخّل، وتحوّلنا، ومعكَ تتوافق أعمالنا وإرشاداتكَ، ننطلق في العالم ونعود إليك محمّلين ثمارًا نقدّمها لكَ فترضى عنّا وإلى مائدتك تضمّنا.