20 ‏تموز‏‏ النبي إيليا، مار الياس

 كان هذا النبي من سبط لاوي، من عشيرة هارون. وكان نحو سنة 890 قبل المسيح، في ايام آسا ملك يهوذا وآخاب ملك اسرائيل. وقد اشتهر بجرأته وغيرته على عبادة الإله الحقيقي وحفظ نواميسه. (انظر سفر الملوك الثالث).

وكان آخاب قد تمادى باسخاط الربّ، هو وايزابيل امرأته اكثر من جميع ملوك اسرائيل. فأرسل الربّ ايليا يقول له: " حيٌّ الربّ الذي أنا واقف أمامه، انه لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الا عند قولي". وتمّت نبوءته.

وأقام تجاه الأردن حيث أمر الربّ الغربان فكانت تقوته. ولما طال انحباس المطر وجفّ ماء النهر ذهب بأمر الرب الى صرفت صيدون، حيث كان ضيفاً على ارملة فقيرة وقاها هي وابنها من الجوع بآية جرة الدقيق فلم تفرغ وقارورة الزيت فلم تنقص وإقامتُه ابنها من الموت.

ثم اختبأ من وجه آخاب الذي كان يسعى في طلبه ليُميته. وظهر امامه وأنّبه على تركه وصايا الرب. وكانت يد الرب معه. وحنقت ايزابيل وارسلت تهدده بالقتل، فهرب الي بئر سبع ثم الى البرّية، وهو يائس جائع، فأتاه ملاكٌ بالقوت والماء مرتين، وبات في مغارة. فناداه ملاك الرب: "ما بالك ها هنا يا ايليا؟"  فقال: "اني غرت غيرة للرب اله الجنود، لأن بني اسرائيل قد نبذوا عهدك وقوضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف وبقيت انا وحدي وقد طلبوا نفسي ليأخذوها". فأمره الربّ بالرجوع الى الدفاع عن الحق. فعاد ووبّخ الملك وامرأته، واتّخذ أليشاع تلميذا له. فغار غيرة عظيمة على شريعة الربّ وكان الله يعضده بقوة المعجزات. وذهب مع اليشاع الى نهر الأردن، فضرب ايليا الماء بردائه فانشقت شطرين، فجاز كلاهما على اليبس، واذا بمركبة نارية صعد بها ايليا واخذ اليشاع رداءه الذي سقط عنه.

وقد ورد ذكر ايليا مرارا في الإنجيل ولا سيما في تجلي الرب على طور طابور. وجاء في التقليد- وربما كان ذلك بناء على ما جاء في نبوءة ملاخيا (فصل 4: 5-6) – ان ايليا سيظهر مع اخنوخ قبل القيامة العامة فيسبقان المسيح الدجال، ويعظان الناس، ويناديان بقرب مجيء الرب الى الدينونة العامة. وكان صعوده بالمركبة النارية سنة 880 قبل المسيح. صلاته تكون معنا. آمين!