"ولمّا رأى يسوع إيمانهم"

When-Jesus-saw-their-faith

موضوع الأب يونان عبيد: أحد المخلّع
رياضة الفصلية السبت 30 آذار 2019
"ولمّا رأى يسوع إيمانهم"

نحن أمام شفاء جديد، مغيّر عن الشفاءات السابقة.

  1. شفاء الأبرص كانَ شفاءً إجتماعيّاً، بقبوله في الجماعة.
  2. شفاء المنزوفة كان شفاء الإيمان باللّمس، وقبول الذات.
  3. الإبن الشاطر هوَ شفاء الرّوح عبر التوبة.
  4. شفاء المخلّع يتضمّن ميزة جديدة تدلّ على الكنيسة التي تحمل الكسيح المتألّم الحامل صليبه إلى الربّ يسوع، كي ينال الشفاء الرّوحي أوّلاً، ثمّ الجسديّ. وهكذا شُفيَ الكسيح بسبب إيمان مَن يحمله إلى المُخلّص.

ما هوَ الإيمان وميزاته؟ وما هيَ الأعجوبة؟ وما هيَ علاقة الإيمان والأعجوبة؟

الإيمان معرفة وثقة، وله ميزات 7:

  1. الإيمان نعمة خالصة من الله، نحصل عليها عندما نطلبها بحرارة.
  2. الإيمان هوَ قوّة فائقة الطبيعة نحتاجها لنحصل على الخلاص.
  3. الإيمان يستوجب إرادة الإنسان وحريّته وفهمه الواضح.
  4. الإيمان هوَ أمر مؤكّد، لأنّ يسوع يضمنه. آمن فتخلص.
  5. الإيمان يكون كاملاً وناجزاً بالمحبّة.
  6. الإيمان ينمو ويتطوّر ويتنوّر بالإصغاء لكلام الله، ونتفاعل معه بالصلاة.
  7. الإيمان، أخيراً، يمنحنا منذ الآن طعماً مسبقاً لفرح السماء.

هذا التحديد للإيمان ولميزاته عاشته مريم عندما قالت: "أنا أمة الربّ، فليكن لي بحسب قولك"(لو1/ 38)، وقاله بولس: "الإيمان هو الوثوق بما نرجوه، وتصديق ما لا نراه" (عبر 11/ 1).

إذاً يعني اليقين. وتأكيداً على ذلك آمن إبراهيم وانتقل إلى أرض الموعد. والإيمان هوَ الذي جعل الشهداء الأوّلون والحاليّون والمستقبليّون يذهبون إلى الموت. إنّه الإيمان أيضاً الذي يحمي المسيحييّن من الإضطهاد. لهذا السبب علينا أن نؤمن بيسوع، إبن الله، عندما نريد أن نعرف ماذا يريد الله أن يُعلّمنا به. أكثر من ذلك لا أحد بإمكانه أن يؤمن لوحده، أو أن يعيش لذاته. أن نؤمن يعني أن نلتقي حول قناعة مشتركة (وهذا الذي يجمعنا سوية في هذا اللقاء).

الإيمان بعجائب يسوع في الإنجيل، هوَ الإيمان بقدرة الله. فمَن يؤمن بالله لا يمكنه إلّا أن يؤمن بعجائب يسوع.
الأعجوبة لايمكن أن يقبلها إلّا المؤمن، أي الإنسان المنفتح على الله.
المعجزة تفترض الإيمان إيماناً أوليّاً، أي إنفتاحاً على وجود الله وعلى عمله في التاريخ.

فالملحد المتحجّر والمنغلق على نفسه لا يمكنه أن يرى في العجيبة أي انفتاحاً على وجود الله وعلى عمله في التاريخ. فالملحد المتحجّر والمنغلق على نفسه لا يمكنه أن يرى في العجيبة أي علامة لوجود الله.

العجيبة تتوجّه إلى حريّة الإنسان. (الفرّيسيّون رأوا ولم يؤمنوا) لهذا السبب طلبوا منه آية من السماء، كي يزيلوا حاجز الشريعة الذي يمنعهم بالإيمان بيسوع.

الأعجوبة حدث أو شيء يدفع الإنسان إلى التعجّب والذهول كونه خارق العادة ولا يفسّر بالمنطق الطبيعي، وقد يؤول بالإنسان إلى الشعور بالخوف.

أمّا الأعجوبة بالمعنى الديني هوَ ما يحدث بتدخّل إلهي ويتخطّى النظام الطبيعي والعادي للأمور.

الأعجوبة إذاً:

  • هيَ شيء مدهش وخارق العادة
  • لا يمكن تفسيره لأنّه يخترق قوانين الطبيعة
  • تفسيره الوحيد هوَ في مصدره الإلهي     

إنجيليّاً، الأعجوبة هيَ كلمة من الله وعلامة تدلّ على حضوره.
هي عمل قدرةً منه. والغاية: إعادة الإنسان إلى إمكانيّة الإستفادة من حبّ الله، لتصحيح مسار خاطئ قد يتّخذه الإنسان ربّما.

ومن الملاحظ أنّ كلّ الأناجيل تتّفق على أنّ يسوع صنع الكثير مِن المعجزات بدافع الحبّ والرحمة تجاه المرضى أكثر منه على نتيجة الشفاء.

العلاقة بين الإيمان والأعجوبة
بالتأكيد هناك رباط قويّ جدّاً بين الإيمان والأعجوبة.
الأعجوبة هي وسيلة للإيمان بيسوع كنبيّ ومرسَل من الله.

في قانا آمن التلاميذ
عند تكثير الخبز آمن كثيرون وتبعوه
تمّت قيامة لعازر كي يؤمن النّاس بيسوع

إستنتاج:
1) العجائب، حتى اليوم، تحرّك الإيمان عند البعض
2)الإيمان يرتكز على كلام يسوع وأعماله

الإيمان هو مقدّمة للأعجوبة:
1)يسوع بحاجة أن نؤمن به، ونثق به كي يقوم بالأعجوبة
2) يسوع يطلب الإيمان "لا تخف آمن فقط" (مر5/ 36)
3) يسوع يعمل عندما يرى الإيمان (شفاء المقعد)، أو عند قيامة إبنة يائيروس
4) يسوع كان ينزعج عندما يكون الإيمان ناقصاً (العاصفة والتلاميذ)
5)يسوع يثني ويتعجّب من إيمان قائد المائة، والكنعانيّة
وفي كلّ مرّة يتأكّد يسوع من الإيمان، للحال يقوم بالأعجوبة.

س) متى يرفض يسوع الأعجوبة؟
- عند غياب الإيمان... عند أهل قريته... لا نبيّ مكرّم في بلده.
- عندما يكون طلب الأعجوبة بدافع من الحشريّة: يسوع/ هيرودس/ أو الإستفزاز لمآرب شخصيّة (التجارب في البريّة).

إنّ عجائب الإنجيل تقول لنا:
إنّ الإيمان قادر أن ينقل الجبال، يعني قادر على أن ينتصر على العوائق والموانع الوطنيّة والدينيّة.
إنّ العجائب لها أخطارها: التعلّق بحدث الشفاء، أكثر منه في يسوع... لهذا السبب كان يقول: "إيمانك خلصّكِ إذهبي...".
كان يسوع أحياناً يفرض الصمت للذين شفاهم...

خلاصة:
إنّ هدف العجائب هوَ التأكيد على أنّ يسوع هوَ النّور والطريق والحياة للناس.