لَقَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات

التأمل: "لَقَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات."

سارَ الربّ مع تلاميذه، مسيرة تعليميّة وتربويّة، وآن الأوان ليُرسلهم. إختارهم بأسمائهم، كما اختار كلّ منّا بإسمنا. يعرفهم ويعرفُنا. ملأهم، علّمهم، وهوَ أيضًا أرسلَ روحه يملأنا، وإنجيله إنجيل الحياة، دستور ودليل حياتنا ترك لنا. سلطانه أعطاهم، ومن روحه ملأهم. بقوتّه، يعلّمون، يشفون، يحرّرون. وإلى الضالين أرسلهُم يُخبرون، ويبشّرون: لقد اقترب ملكوت السماوات.

نعم يا ربّ، أتيتَ تُعلن عن الفرح الذي ينتظرنا، عن الخلاص الذي تهبنا بمجّانية ودون أي إستحقاق منّا. إلى بيتك أبناءً دعوتنا، وفي ملكوتك ورثةً تُسكِننا. والحريّة كلّها أعطيتنا. أن نختارك، ونُحصى من أهل بيتك، أو ننشقّ عنك، ونصير خارجًا.

يا ربّ، بإسمنا دعوتنا، تعرفنا وتعرف أفكارنا وعمق أعماقنا، وضعت ثقتك بنا، ورفعتنا إلى مستوى الأبناء. قوّنا فلا نخذلك، إملأنا من روحك فنستحق ثقتك، باركنا وأرسلنا فعلةً صالحين في حقلك، مبشّرين بإسمك، بكلامنا وسيرة حياتنا. قوّنا فنشهد لكَ بأعمالنا، نعمل معك لبناء عالم أفضل، عالم يَسُوده السلام والحبّ والمُصالحة والغفران، عالم يعرفك ويفرح بكَ، ويمجّد إسمك. لقد اقترب ملكوت السماوات، ثبّتنا يا ربّ بكلمتك، فنُخبر في كلّ حين عن ملكوتك، ونجذب كلّ نفس ضالة الى الفرح والسلام والراحة التي لن يجدها أحد إلاّ بكَ، وبرفقتكَ.