لن اترككم يتامى. إني آتي إليكم

 I-will-not-leave-you-as-orphans-I-will-come-to-you

التأمل: "لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم."

لن يتركهم، بل يعود إليهم، لكنّه قبل أن يتركهم يُوصيهم. إن تحبّوني، إحفظوا وصاياي. وهو يريد خلاصهم وخيرِهِم، يوصيهم لأجلهم فهو الربّ الإله لا يحتاجنا، لكنّه يريد خلاصنا.

يتركنا بالجسد، لكنّه يبقى مع أحبّائه بالروح. صعد إلى السماء، وعينه على كلّ إنسان. صعد إلى المكان الذي منه أتى عالمنا، المكان الذي فيه ينتظرنا وفيه أَعَدّ مكانًا لكلّ منّا.

وأرسَلَ روحَهُ، معزّي، مؤيّد، مرافق، موزّع المواهب، روح الحقّ، الحاضر دومًا لكل مَن يطلبه. روح المحبّة المنتظر دومًا أن ندعوه. روح الربّ، الذي يشرح إرادة الربّ، الذي يُلهم رغبة الربّ، الذي يُبكِّت عند مخالفة وصيّة الربّ، الذي يُنذر إن رأى مَن يقع في فخ عدوّ الربّ.

تعال يا روح الربّ، أنتَ مُقيم عندنا للأبد، تعال ودَوزِن أفكارنا على أفكارك، دوزِن قلوبنا على إلهاماتك، فنعيش في رضا الله، ويعيش فينا الله، فنكون شعلة نورِه في عالمنا، رُسُله نزرع سلامه، تلاميذه نُخبر عن حبّه، وأبناءه نعيش للأبد في تسبيحِهِ وتمجيدِه وشُكرِه.