"هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب."

I-am-sending-you-out-like-sheep-among-wolves

للتأمل: "هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب."

يُرسلهم، ويُوضح لهُم كلّ ما تقتضيه أمور الرسالة. لا يَعدهم بالراحة، لا يَعدهم بالسلام مع البشر، يُنذرهم. إحذروا، سيَضطهدونكم ويُحاربونكم ويَرفضونكم... إحذروا، كما اضطهدوني سيضطهدونكم، سيسوقونكم إلى المحاكم... لكن، يُطمئنهُم، ويُطمئِن كلّ مؤمن به. لا تخافوا. أنا معكم إلى المنتهى، لا تخافوا، روحي سيتكلّم من خلالكم، لا تخافوا، ففي قلب الصليب، في قلب المحنة، تكثر النعمة، تنتشر البشارة وتصِل كلمة الخلاص إلى مَن يَجب أن تصِلهم. العالم متعطّش للسلام، للحبّ، للفرح. العالم، في عمق أعماقه، يريد التحرّر من كلّ ما يكبّله به إبليس سيّد هذا العالم. وتلاميذ الربّ الحقيقيّين، وحدهم وبقوة روح الربّ، يستطيعون أن يحوّلوا العالم، إلى واحة سلام، ووئام، ومصالحة، ورجاء.

ليس تلميذ أفضل من معلّمه. نعم يا ربّ، أنتَ الإله السيد، الربّ المخلّص، أتيتَ عالمنا ولم تصنع إلّا الخير، ومع هذا رفضوك، لم تزرع إلا الحبّ، فاضطهدوك، لم تسأل إلاّ الغفران، فعادوك. كلّ ما علّمتَ وطلبتَ هوَ لخير، وراحة، وبناء الإنسان، هو لسموّ النفس البشريّة إلى مستوى أعلى، إلى أن تصل إلى الله.

الملكوت معدّ لكل مَن يقبل ويأتي. إملأنا من روحك، وشدّد عزيمة أبنائك في هذا العالم، ليتابعوا عمل الخير، الذي عملته على أرضنا.