"إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب."

التأمل: "إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب."

اختار تلاميذه، وسلّم كلّ منهم رسالة. عيّنهم وأرسلهم اثنين إثنين، فالواحد يسند الآخر في الطريق، في الرسالة. اليوم يرسلهم إلى الأمم، بعد أن حصر في البدء رسالته للشعب اليهودي، فقد آن الأوان لتصل البشارة الى كلّ الناس. إن الحصاد كثير، مع الرسالة سألهم الصلاة، فالله هو الذي يرسل فعلةً صالحين إلى حصاده. إذهبوا إلى هذا العالم كالحملان، الودعاء بين الذئاب المفترسة. إذهبوا احملوا الرسالة مع الصليب، إذهبوا في قلب الإضطهاد، فبمحبتكم وثباتكم ووداعتكم، تحوّلون الذئاب إلى حملان، تليّنون بصلواتكم وثباتكم القلوب المتحجرّة.

إن الحصاد كثير، نعم يا ربّ العالم غارق بالخطايا، الإنسان ضعيف ويقع بسهولة في فخوخ وتجارب الشرير. لكنّك لن تترك العالم يغرق، لن تترك الإنسان يضيع، ترسل دائمًا مَن يعمل بقوّة روحك، ترسل رسلاً يغيّرون وجه الأرض، يردّون الضال، يقوّون الضعيف، ويشدّدون المتردّد.

يا ربّ، كما أرسلت تلاميذك ترسل كلّ منّا اليوم، كلّ مسيحيّ معمّد هوَ رسول. أعطنا أن نعي عظمة رسالتنا، أعطنا أن نعي كيف نكون شهودًا لحبّك وفرحك وخلاصك، أعطنا أن نزرع سلامك في بيوتنا ومجتمعنا ووطننا. قوّنا وثبّتنا فيك، فنعمل في حقلك دون تعب ولا ملل.