سيق إلى الذبح
أشعيا 52/ 13-14 و 53/ 2ب-12
هوَذا عبدي يعمَلُ بالحزمِ يتعالى ويرتفع ويتسامى جدّاً
كما أنّ كثيرين دَهِشوا منهُ هكذا يتشَوّهُ منظرهُ اكثر من الإنسان
وصورته اكثر من بني البشر.
لا صورةَ لهُ ولا بهاءَ فننظُرَ إليه ولا منظرَ فنشتهيه.
مزدرى ومخذولٌ من الناس رجُلُ أوجاع ومتمرّس بالعاهات
ومثلُ ساترٍ وجههُ عنّا مُزدرى فلَمْ نعبأ بهِ.
لقدْ أخذَ عاهاتنا وحمَلَ أوجاعنا فحسبناه ذا بَرَصٍ
مضروباً من الله ومُذلّلاً،
جُرِحَ لأجل معاصينا وسُحِقَ لأجل آثامنا،
فتأديبُ سلامنا عليه وبشدخِهِ شُفينا.
كُلُّنا ضَللْنا كالغنم كلّ واحدٍ مالَ الى طريقِه،
فألقى الربُّ عليه إثمَ كُلِّنا.
قُدّمَ وهوَ خاضع ولم يفتح فاه. كشاةٍ سيقَ إلى الذبح وكملٍ صامتٍ أمام الذين يجزّونه،
ولم يفتح فاه. منَ الضيقِ والقضاءِ أُخِذَ ومَن يصفُ مَولدَه؟
إنّه انقطع من أرضِ الأحياء ولأجل معصيةٍ شعبي أصابته الضربة.
فمُنِحَ المنافقينَ بقبرهِ والأغنياءَ بموته لأنّه لم يصنع جوراً، ولم يوجد في فمه مكرٌ.
والربُّ رضيَ أن يسحقهُ بالعاهات فإنّه اذا جعَلَ نفسَهُ ذبيحةَ إثمٍ يرى ذريّة.
وتطولُ أيامهُ ومرضاةُ الربّ تنجحُ على يديه.
لأجل عناءِ نفسه يرى ويشبع وبعمله يبرّرُ الصدّيقُ عبدي كثيرين، وهو يحملُ آثامهم.
فلذلكَ أجعلُ الكثيرين نصيباً لهُ والاعزّاءَ عنيمتهُ. لأنّه أفاضَ للموتِ نفسهُ وأحصيَ مع العصاة، وهوَ حملَ خطايا كثيرين وشفعَ في العصاة.