ثاني أسبوع من زمن الصوم المبارك - شفاء الأبرص
ثاني أسبوع من زمن الصوم المبارك شفاء الأبرص
مقدمة
" أما كان عليك أنتَ أيضاً أن ترحم رفيقك كما رحمتك أنا؟ بالأسبوع الثاني من زمن الصوم، أسبوع الأبرص، بيدعينا القديس بولس برسالتو حتى نعبد الرب الخالق مش مخلوقاتو. وبإنجيلو، بيطلب منّا يسوع إنّو نرحم بعضنا البعض متل ما هوّي بيرحمنا.
يا ربّ، بنقدّملك ذواتنا بهالقدّاس حتّى تشركنا بسرّ محبتك ورحمتك، تملّينا من روحك القدّوس، تطهّرنا، تقدّسنا وتشمل برحمتك ونعمك جميع النّاس يللي بحاجة إلك بالعالم كلّو.
الكهنة بكراسي الإعتراف ليسمعوا توبتنا للرب يلّلي بيريد إلنا الحريّة والسلام والفرح.
قداس مبارك للجميع
النوايا
نية الوطن والعالم
بزمن الصوم المبارك، منرفعلك يا ربّ، على نيّة المسؤولين المدنيّين بلبنان والعالم ازراع بقلوبهُن الحنان والمحبّة تيصغوا لحاجات النّاس وآلامهم، ويبادروا لحلّ النزاعات وإحلال السلام.
ومنصلّي على نية عالمنا غمرنا بأنوار روحك القدّوس تنكون صادقين مع ذاتنا ومع الآخر، ونسعى لبناء عالم أفضل من خلال عيشنا الوحدة والأخوّة والمحبّة.
بشفاعة إمنا مريم وبيّ عيلتنا مار شربل، منسألك يا ربّ
نية الإنجيل
فوقع ذلك العبد ساجداً له وقال:" أمهلني يا سيّدي وأنا أوفيك الدين كلّه. فتحنّن سيّد ذلك العبد وأعفاه من الدّين".
يا ربّ قدّام حنانك وعدلك منخجل من ضعفنا وخطيّتنا وإهمالنا لتوبتنا الصادقة، منطلب منّك تسامحنا على كلّ مرّة استغلّينا رحمتك ومحبتك، اعطينا قلب رحوم متل قلبك، مسكّر بوجه المجرّب ومنفتح على تعاليمك، نتعلّم منّك ننحني عَ إخوتنا ونحبهن متل ما إنتَ عم تنحني علينا وتحبنا ونغفرلهن متل ما إنتَ عم تغفرلنا، وصلاتنا نكون حاضرين للقائنا فيك وقت اللي بتجي ساعة الحساب.
بشفاعة إمنا مريم وبي عيلتنا مار شربل، منسألك يا ربّ
نية العيلة والمكرسين
بزمن الصوم والتخلّي، منحطّ بين إيديك يا ربّ على يلّي عاشوا التخلّي كلّ حياتن، صاموا عن مغريات هل دني واعتمدوا يسوع طريقة عيش ومسلك لكل حياتن. منخص بالذكر الرهبنة اللبنانيّة المارونيّة، عيلة مار شربل وكل الرهبنات والجماعات المصليّة. ساعدنا يا ربّ بهل مسيرة بارك كل أعمالن نمّي حبّن لكل البشر وهيك بصيروا خير مثال إلك. بشفاعة إمنا مريم منسألك يا ربّ.
سلّة النوايا
عامّة
جمعة ورا جمعة مننطر نجي لعندك يا أبانا لهالمكان المقدّس نجتمع عيلة كبيرة ببيتك حاملين كل يللي حمّلنا ياه العالم من هموم ونوايا نحطّن بقلبك ونحنا كلنا ثقة إنّو عندك وحدك منلاقي السلام والفرح يللي ما بيقدر ياخده منا هالعالم.
بهالزمن زمن الصوم المبارك، زمن التجرّد والتوبة، زمن التخلّي عن أمور العالم للإمتلاء من أمور السماء. منسلمك يا ربّ كل عيلة غرقت بأمور العالم وبعدت المسافات بين أفرادها تترجع تعرفك وبقوتك تتوحّد.
منسلمك كل زوجين انحرموا من نعمة الإنجاب لتهديهم من قلبك النعمة اللي بتفرّح قلبن.
منسلمك كل شاب وصبية عم يتحضّروا لقبول سرّ الزواج المقدّس. لتكون إنت تالتهم بتحضيراتهم وحياتهم كلها وباني بيتهم.
منسلمك كل صايم بهالزمن لينتلي منّك وتعطيه نقاوة النفس والقلب ويكون هالصوم المبارك إلنا كلنا عبور معك من إنساننا العتيق للجديد اللي يممجّد إسمك بهالعالم.
كل هالنوايا ويللي نكتبت بسلتنا منحطها بقلبك حوّلها لقداسة نفوسنا بشفاعة العذرا مريم ومار شربل منسألك يا ربّ.
مرضى
يا أبانا من علياءك نظرت لشقاء الإنسان وضياعه أرسلت إبنك، نزل عالمنا حمل أوجاعنا وأسقامنا، لمس الأبرص ومنه خرجت قوّة وعلى قدر إيمانه كان إله.
قوّي إيمان مرضانا يا ربّ وثقتهم بلمستك الشافية. مناخد لحظات صمت منذكر كل مرضانا...
اشفيهم يا ربّ إذا أردت ولتكن مشيئتك بشفاعة العدرا مريم ومار شربل منسألك يا ربّ.
موتى
"فتحنّن سيد ذلك العبد وأعفاه"
تحنن يا ربّ على موتانا وكل اللي سبقونا، إمحي زلّاتهم واقبلهم بقلبك حيث الفرح والراحة الأبدية. مناخد لحظات صمت منذكر موتانا...
الشكران
بيد الحبّ جبلتنا ومن طين هالأرض كونتنا وبنفحة من روحك اعطيتنا الحياة فيا خالق الكون إنت اللي نحتت ملامح كياننا على صورة حبّك وجعلت من كل واحد منّا مشروع قداسة منشكرك.
يا يسوع المسيح، يا حمل الله وكلمة الآب اللي عم تبني فينا بيتك، منشكرك على وجودك معنا بسرّ حبّك الإلهي، بهالخبز والخمر جعلت من ذاتك سمانا عالأرض، نزلت ععمق أعماقنا المسكرة لتشفي غضبنا وخوفنا وكبريائنا بقوّة جسدك ودمك.
ولإلك يا روح الله القدّوس منرفعلك كل شكر، إنتَ وحدك قادر تملّي فراغ قلوبنا ، إنتَ قدرة الله الخفيّة بكل واحد منّا بترسم وجه الله فينا وبتعمل من البشريّة عيلة واحدة بتشبه عيلة السما.
منوعدك أيّها الثالوث نكون جبلة محبّة بهالعالم بزمن حطّينا فيه الله عجنب وملكنا نحنا، بزمن طفينا نار الروح فينا وتكبّلنا بالخطيّة، بزمن اطفى الحبّ وانفقد السلام، بهالزمن ... بدنا نكون قناديل مضويّة ورسل لحبّك نبشّر بخلاصك لأبد الآبدين، آمين.
المسبحة
تأملات مسبحتنا الليلة هي من وحي آية شفاء الأبرص بتشبه كتير مشوار كل واحد منّا بمسيرة الصوم
منتأمّل بمحطتنا الأولى بالصلاة
بيبلّش إنجيل الأبرص إنّو يسوع قبل طلوع الفجر راح للقفر "وأخذ يصلّي هناك". حكاية يسوع مع الصلاة هي حكاية كلّ واحد منّا. يسوع إبن الله كان متّحد دايماً ببيّو. وهوّي بيناتنا كان مثال إلنا كبشر. كل اللي علّمنا ياه يسوع، عاشو قدّامنا. علّمنا إنّو قبل أي عمل لازم نقعد مع الله.
منصلي هالبيت الأول من مسبحتنا على نية كل واحد منا، لنعرف نقتدي بربنا يسوع، نفتّش عن أوقات للّقاء فيه، نبتعد عن صخب وضجيج عالمنا، لنلاقي بيّنا السماوي ونتّحد فيه. نكتشف سرّ محبتو إلنا ونعرف إرادتو بحياتنا.
بمحطّتنا الثانية منتأمل بالصوم اللي بودّينا للتوبة
بيخبّرنا الإنجيل إنّو الأبرص ركع قدّام يسوع وتوسّل قائلاً:" إن شئتَ فأنت قادر أن تطهّرني". قصّة الأبرص بتشبه كل واحد منّا غرقان بالخطيّة. بيجي زمن الصوم ليكون فرصة إلنا لندخل لعمق ذاتنا، نكتشف خطايانا، منقرّ فيها ومنطلب التوبة عنها بكل ثقة من الربّ. عن التوبة بيقول القديس باسيليوس الكبير:" التوبة لا تقف عند الندم على الخطيئة ولكن يجب أن تتقدّم خطوة أخرى إيجابيّة، وهي كيف يبدأ التائب حياة جديدة مع الله". توبتنا يا ربّ هي فرصة جديدة إلنا لنفتح صفحة جديدة بمشوار حياتنا معك. متل هالأبرص اللي كان منبوذ من كان منبوذ من كل مجتمعو، عرف يوقف قدّامك ويطلب الشفاء كمان نحنا اليوم منقلّك إننا منوثق فيك يا شافي أجسادنا وأرواحنا، إنتَ قادر تحرّرنا من كلّ الجنازير اللي مكبلتنا لنقرّب خطوة جديدة منّك.
منصلي هالبيت من المسبحة على نيّة كل المرضى وخاصة أصحاب الأمراض المستعصية، المسمّرين عافراش الألم. اعطيُن الجرأة والقدرة يا ربّ ليتقبّلوا بكل رجا اللي عم يمرقوا فيه.
البيت الثالث
من بعد التوبة النابعة من القلب منتوقّف مع الأبرص بمسيرة صومنا عند المغفرة اللي بيمنحنا ياها الربّ.
"قد شئت فاطهر" هيدا كان جواب الرب قدّام توسّل الأبرص. عظيمة هالنعمة المجّانيّة يا ربّ، اللي بفيض من حبّك الكبير عم توهبا لكل واحد منّا ولو على غير إستحقاق. وقولكن مش هيدا هوّي جوابو لكل واحد منّا عم يطلب المغفرة بهالصوم. بهالعالم الإستهلاكي والصعب، كتار منّا متألمين، مجروحين، مهمّشين، مظلومين وبحاجة للمسة حنان وشفقة ورحمة. ومش لهودي كلّن إنت تجسّدت عالمنا يا ربّ؟ إنت اللي ما بترفض لولادك نحنا العم نطلب كلّ يوم الغفران منّك، نحنا اللي منوثق بنعمتك الشافية تحنّن علينا يا يسوع، مدّ إيدك واشفي نفوسنا، مدّ غيدك وانتشلنا من الظلمة، حرّرنا وطهّرنا من كل برص عم يأكل الفرح والسلام بعيالنا ومجتمعنا وكنيستنا.
منصلّي هالبيت من المسبحة على نيّة كل العايشين البعد عن الربّ، لحتّى يعرفو يسلمو ذاتن بكل إنسحاق عند أقدام يسوع يللي بكل حنان ورحمة رح يمدّ إيدو ويقلّن:" قد شئت فاطهر".
البيت الرابع
من بعد تأمّلنا بالصلاة والتوبة ومن ثمّ الغفران، منتوقّف مع الأبرص بمسيرة صومنا مع إختبار الفرح الحقيقي من خلال إعلان البشرى وعيش الرسالة.
الأبرص ما سكت مثل ما طلب يسوع عالعكس صار يصرخ بالشوارع بأعلى صوتو ويخبّر عن اللي صار. ويلّلي بينال هاللمسة من الربّ، بيمتلي قلبو من هالنعمة الكبيرة وبيصير رسول بيبشّر بحنان ورحمة ومحبّة ربنا.
تعا يا ربّ بهالصوم، تحنّن عاضعفنا وإلمس كل دنس فينا. نقّي قلوبنا وطهّر أفكارنا من كل برص واعطينا الشجاعة والجرأة لنبشّر فيك ونخبّر عن رحمتك بدون تردّد وكسل.
منقدّم هالبيت من المسبحة على نيّة كل المكرّسين والمرسلين لخدمة البشارة اعطيُن الثبات وصلابة الإيمان ليعكسوا صورتك بيناتنا قدّام هجمات الشرير المتربّص بكنيستنا.
البيت الخامس
بمحطتنا الأخيرة منتوقّف مع الصوم اللي بعلّمنا كيف نشارك خيّنا الإنسان. بإحدى تأمّلات أبونا داود كوكباني عن الأبرص بيقول:" بحياتنا رح نتلاقى بكتار من يلّلي تشوهّت صورتن وصارو منبوذين وبيسألنا شو رح نعمل؟ هل رح منخلّين عاجنب الطريق لحتى ما يعدونا، ولّا رح نآمن إنّو القداسة بتعدي. وبيكفّ وبيقول إنّو يسوع المسيح لمّا لمسنا ولمس أرضنا ما انعدى منّا على العكس عدانا من ألوهيتو وطهّرنا".
قدّام عالم عم يعيش أزمة إيمان وتواضع، وعم يشكي من الشك واليأس والكبرياء، منطلب منّك يا ربّ برحلة هالصوم الداخليّة إنّك تشعّل قلوبنا بالمحبّة إلك ولقريبنا. ساعدنا لنقرّب أكتر منّك وعلّمنا كيف نجسّد إيماننا ونترجم صومنا بأفعال محبّة وخدمة لإخوتنا خصوصاً الفقرا والمعوزين.
منصلّي هالبيت الأخير من مسبحتنا عا نيّة عيلتنا "عيلة مار شربل" لحتّى تكون مسيرتنا بهالصوم المبارك مسيرة تنقية للذات وتحوّل دايم يومي من التراب للنور لحتّى نستحقّ اللقاء الدائم فيك إنت العريس السّماوي الأحبّ عاقلوبنا، آمين.