26 حزيران - الطوباوي يعقوب حداد الكبوشي

من كتاب "المكرم يعقوب الكبوشي" للأب سليم رزق الله – 1994
ولد في الاول من شباط 1875 في غزير، هو خليل حداد، الولد الثالث من عائلة مؤلفة من 14 ولد عاش منهم 8.
أبوه بطرس صالح حداد. نموذج من رجال الجبل اللبناني. ماروني متديّن دون مبالغة، مشهور بروحه المرحة وسرعة خاطره. كان في طليعة من حارب المسونية حين تسرّبت إلى غزير.
أمّه شمس يواكيم حداد، همّها زوجها و بيتها وتربية اولادها. أخذ خليل عن أمه صوتها الحلو، تعبّدها للعذراء، تمسّكها القوي بالإيمان وحبّ الفقراء.
تعلّم في مدرسة مار فرنسيس الابتدائية، مدرسة المزار التكميلية وبعدها مدرسة الحكمة.
سافر إلى الاسكندرية للعمل. هناك دعاه الرب نهائياً لحياة الرهبنة بعد أن رأى راهباً مات منه الجسد فقال : "أنا أيضا سأكون كاهنا مثل هذا" وسمع أحاديث عن اخر ماتت فيه الروح فقال : "سأصيركاهنا لأعوض عن هذا".
دخل دير مار انطونيوس البادواني - خاشبو في 25 اب 1893، متخذاً اسم يعقوب و بانياً مع الرب العهد: "لقد دخلت حيًا، و لن أخرج إلاّ ميتاً".
لبس الثوب في 26 اذار 1894. قام بنذوره الأولى في 14 نيسان 1895 وسيم كاهناً في 1 تشرين الأول 1901.
عُيّن سنة 1905 مديراً لمدارس الآباء الكبوشيين في لبنان، فاستحدَث فكرة إنشاء مدارس صغيرة.
كان موهوباً في تنظيم رحلات الحج، الزياحات والمناولات الأولى، التبشير والارشاد. و كان يُدعى للوعظ في سوريا، تركيا، العراق، فلسطين، الاردن...
هو أوّل من أقام قداس على قمة جبل صنين سنة 1912، مستمطراً البركات للبنان.
كان يمشي في الليل ليلحق بمراكز خدماته الكثيرة، قاطعاً المسافات وهو يصلي المسبحة أو ينظم الأناشيد الدينيّة.
كان يتقن الوعظ، يشدّد على التربية والأخلاق.
ترك أكثر من 8000 صفحة بين مذكّرات وكتب دينية وروايات وإرشاد وعظات.
كان رجل الصليب، رسوله وحبيبه. وكان متعبداً للعذراء.
أسّس سنة 1908 رهبنة مار فرنسيس للعلمانيين.
أصدر سنة 1913 مجلة شهرية "صديق العائلة".
أسّس سنة 1930جمعية راهبات الصليب.
خلال الحرب، نوى الحاكم العثماني به شراً وأراد الحكم عليه بالإعدام، لكنه غيّر رأيه حين رأى صدقه و براءته، فأبدى له كل الاحترام والإعجاب.

قام بنشاطات ومشاريع عديدة، منها:
- مدرسة القديس فرنسيس- جل الديب (1919)، المعروفة اليوم باسم فال بار جاك - بقنّايا
- سيدة الجبل- جل الديب(1921)، لتجمع الرهبنة الثالثة، وللصلاة عن نفوس شهداء الحرب ومن تغربوا بعيداً عن وطنهم
- مستشفى الصليب - جل الديب (1926) للأمراض العقلية والنفسية
- مستشفى راهبات الصليب- دير القمر(1933) للفتيات المعوقات
- مستشفى السيّدة- أنطلياس (1946) للأمراض المزمنة
- مستشفى مار يوسف - الدورة (1948)
- دار يسوع الملك - ذوق مصبح (1950) للكهنة المرض والمسنين
- دير سيدة البير - بقنّايا (1941)

في آخر سنين عمره، أصيب بمرض في كبده، بالعمى وسرطان الدم.

في صباح السبت 26 حزيران 1954 (غد يوم قلب يسوع)، و في تمام الساعة الثالثة (على مثال معلمه على صليب الجلجلة)، توفّاه الله و هو في ال80 من عمره، و شفتاه تتمتمان "يا صليب الربّ يا صليب القلب". و كانت حوله راهباته ال150 (على عدد حبات الورديّة التي تلاها في كنيسة البشارة في الناصرة حيث طلب شفاعة العذراء لراهباته).

مراحل دعوى التطويب:
- الدعوى الأسقفية (1960- 1964)
- الدعوى الحبرية (1979-1981 )
- أعلنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني مكرماً 1992
- أعلنه الكردينال خوسه سارايفا مارتينس، باسم قداسة البابا بنديكتس السادس عشر، طوباويا في لبنان، للمرة الأولى خارج حاضرة الفاتيكان، في احتفال ديني وشعبي كبير في وسط بيروت في 22 حزيران 2008.
من أقواله:
"لا سماءَ إلاّ بالصليب، روحي وقلبي في الصليب".

"لبنان تكريمُ الصليب وديعةٌ فلأنتَ كنتَ لحِفظِها المختارا فارفعْ صليبَك فوقَ أرزِكَ فاخرا فكفاك مجدا أن يكونَ شعارا"

صليبنا النتصر إفرحوا يا شعوب قد علّمَ المصلوب سعادةَ البشر.

لا فخراً إلاّ بالصليب ينبوع نعمتنا العجيب.

ليتنا عندَ النهوض من النوم ننظُر إلى الصليب بدل المرآة.

فرّحتَ قلبي يا أيها الصليبْ صليبَ ربّي ومُنقذي العجيب.
يا صليب الربّ يا حبيب القلب.

كلّنا للصليبْ للعُلى للسّما كلّنا للحبيب لأمّه مريما.

إنّ اكبر صليب هو الخوف من الصليب.

موضوع المحبّة اثنان: الله والقريب. وفي الواقع الموضوعُ واحد: أي الله وصورتُه.

حبّ يسوع لنا صادقٌ. لأنّه ليس من الذين يأتون واضعين العسل على الشفّة والسمّ في القلب.

الموتُ ولا العيشُ نصف مسيحي.

لا تُمسك الجريدة الرديئة إنّها تُسَوّدُ الأصابع، وهكذا قراءتُها فهي تُسَوِّدُ عقول البشر وقلوبهم.
إنّ نشرَ الكتابة الجيّدة هو أهمُ عملٍ وأنفعُه في الأيام الحاضرة.

الخطيئة هي عمل الإنسان والإنسان عمل الله أحبِبْ عمل الله واكرَه عملَ الإنسان.

أكبر جُرْم في عصرِنا هوَ الإبتعاد عن القربان. إزرعوا برشاناً تحصدوا قدّيسين.
"أنموا واكثروا" ملأت الأرض بشراً وهذا هو جسدي "ملأت الأرضَ
يسوع صنعَ القربان ليمكُث معنا.
تأكل الخبز فيقودُكَ إلى القبر، تأكل جسد الربّ فيعطيكَ الحياة...

"إنّ سعادة الإنسان ليست في المال الذي يملكه بل في الخير الذي يصنعه.
الذهب ثمين، والوقت ثمين به نشتري الأبديّة.
والوقت لا عوَضَ له، كالماء الخارج من العين، لا يعودُ إليها."